في المرمى
عاصفة الثقافة الرياضيّة
فايز نصّار- القدس الرياضي
بعد ما يقرب من أربعة عقود من القطيعة غير المبررة عادت شعلة الثقافة الرياضيّة العربية للتوهج في مهدها بين النهرين، وعاد المثقفون العرب إلى عاصمة الرشيد، لكتابة صفحات جديدة في ديوان الخلود، الذي يمزج الثقافة بالرياضة.
من جديد.. تتصدر بغداد المشهد الرياضي العربي هذا العام، بمناسبة انطلاق فعاليات "بغداد عاصمة الثقافة الرياضية العربية 2025"، واحتضانها الدورة الـ48 لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب اليوم الخميس، ليؤكد العراق مكانته ودوره الرياضي والمعرفي والحضاري.
تركز الفعاليات البغداديّة على تأثير الرياضة في الحياة العامة، وتتضمن حوارات حول السياحة الرياضية، التي تروّج العراق كوجهة رياضية، وحديث ذا شجون حول التعليق الرياضي، وحوكمة الرياضة، والألعاب التراثية، والمؤتمر العلمي العربي للاستثمار الرياضي، فضلاً عن تعزيز التعاون العربي وإبراز دور العراق الحضاري، وتعزيز الرياضة كوسيلة للتنمية الشاملة، وتمكين الشباب وترويج التراث الثقافي.
إذاً.. تستضيف بغداد فعليات رياثقافية لاستعادة شيء من توهجها الحضاريّ، من خلال الفعاليات الثقافيّة الرياضيّة، التي قد تساهم في تعزيز التعاون العربي، وإبراز التراث الثقافي، وتمكين الشباب من خلال الرياضة كوسيلة للتنمية.
مهم هنا أن الفعاليات ستفتح ملف الإعلام الرياضي، وشؤون التعليق، بالنظر للأهمية الكبيرة التي أصبح يطلع بها الملفان، مع الانتشار الواسع لشبكات النقل التلفزي، والأهمية الكبيرة التي أصبح قطاع الإعلام الرياضيّ يحظى بها، في خضم توسع الممارسة الرياضيّة، وكثرة البطولات.
وتبدو أهمية التظاهرة الثقافية الرياضيّة التي تحتضنها بلاد ساود الرافدين من الحضور العربيّ المشهود، ممثلاً بالمستوى الأولى من المسؤولين الرياضيين، بما يفتح نوافذ الأمل لقرارات تاريخية تعيد للثقافة الرياضيّة دورها، في مواجهة فلتان الأقلام التي تتعاطى الرياضة، وسط الانتشار غير المحسوب في فضاءات السوشيال ميديا.
ومهم أيضاً أن فلسطين حاضرة بقوة في التظاهرة، من خلال مسؤول الملف الرياضيّ الأول الفريق جبريل الرجوب، بما يعكس اهتمام القيادة الرياضّة بهذا الملف الحساس، الذي يشكل أحد مداميك الإنجاز الرياضي والثقافي، ونعول عليه لتسجيل الصفحات المشرقة لأرشيفنا الرياضيّ، بالتعاون مع الأقلام الواعيّة، والكوادر الرياضيّة الفاهمة، في مواجهة محاولات المسخ التي يشنها المحتلون، والتي تستهدف كلّ مقدرات شعبنا الحضاريّة، وفي مقدمتها تراثنا الرياضيّ العريق. تحية فلسطينيّة لبغداد، التي ستبقى تتقدم صفوف الثقافة الرياضيّة العربية، وألف تحية للمسؤولين الرياضيين العرب، وهم يؤسسون لفعاليات ستشكل إرهاصاً لنهوض رياضيّ عربيّ شامل، على أمل ان يسدد الله خطى من يشعلون الشموع في ليل العرب الطويل.