علي العمصي ... أوجعت قلوبنا المكلومة بالرحيل

اسامة فلفل

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال

علي العمصي ... أوجعت قلوبنا المكلومة بالرحيل

كتب أسامة فلفل

رحيل الإخوة والأحبة يترك جرحا موجعا ويعمق الآلام والأحزان التي أدمت عيوننا في هذه المحطة المؤلمة التي فقدنا فيها أنبل وأعز القامات والشخصيات ممن رسموا للأجيال معالم طريق المجد وكانوا يشكلون ضمير الوطن والرياضة .


رحيل المرحوم علي العمصي أبا دياب الرياضي المخضرم وأحد أعلام ونجوم الزمن الجميل ، إمام مسجد نادينا غزة الرياضي ومقرأ الجامع العمري ، القارئ والمتقن لكتاب الله ، رحل الرجل الطيب المؤمن الصادق المخلص الخادم لشعبه ووطنه وناديه الأم غزة الرياضي .


رحل من كان يصدح بصوته الجهوري حي على الصلاة حي على الفلاح ، رحل من كان يجذب جموع المصلين من خلال إمامته لصلاة التراويح لشهر رمضان المبارك ، كانت نبرات صوته الجميلة الجذابة لقلوب المصلين تدفعهم للحضور من مختلف أحياء المدينة والمناطق المجاورة لتمتعهم بالتلاوة ورقة الصوت العذب الذي يدغدغ المشاعر ويعزز الروحانيات والدروس والقصص ما بين الركعات .


رحل من عشق العميد غزة الرياضي من الوريد للوريد ، رحل من كان داعما ومساندا ومؤازرا لنادي غزة الرياضي .


كان الشيخ علي العمصي إمام مسجد نادينا ومنذ طفولته وريعان شبابه يمثل قيمة وقامة دينية ووطنية ورياضية فجذب بهذه الشخصية المتكاملة الكل الرياضي والمجتمعي من حوله وبات الشيخ الراحل مرجعيتهم الدينية ومتحدثهم في الحلقات العلمية والدينية .


كان من النجوم التي تركت بصمة في تاريخ النادي العريق والرياضة الفلسطينية ، كان له شرف تمثيل العميد عبر مسيرة نضالية رياضية طويلة مليئة بالانجازات والمحطات المضيئة التي تبعث على الفخر والاعتزاز .


لعب لجانب نجوم كبار وأسماء لها تاريخها العريق في الزمن الجميل للرياضة والكرة الفلسطينية.
كان يجمع كل أساطير وأعلام ومشايخ وعتاولة العميد والرياضة الفلسطينية من حوله في حلقات حوارية حول تاريخ النادي ومسيرته عبر محطات ومراحل التاريخ ، كان يستلهم من ذاكرتهم فلسفة الوعي والثقافة والقيم والمبادئ الوطنية التي كانت تمثل منهج واستراتيجية العملاق غزة الرياضي.


لعب الشيخ الجليل الراحل علي العمصي بمركز جناح أيسر مع نجوم وعمالقة الزمن الجميل لنادي غزة الرياضي ، كان مميزا في سرعته وتمريراته ورفعاته العرضية والضربات الركنية ، كان يرعب حراس المرمى بتسديداته الصاروخية التي لا تصد ولا ترد ، كان يمثل أيقونة رياضية محترمة من أيقونات العميد غزة الرياضي.


كان موجها ومرشدا دينيا ورياضيا ووطنيا عبر مسيرته الطويلة ، قدم الكثير من التضحيات والخدمات الجليلة لنادي الوطنية والانجازات التاريخية نادي غزة الرياضي ولم يبخل في تقديم خدماته للمجتمع الفلسطيني في كل الأوقات .


كانت تربطه علاقات متينه مع نجوم الزمن الجميل بالضفة الفلسطينية الذين جمعتهم محطات رياضية مازالت ماثلة في صفحات المجد والعزة.


كان حلم الشيخ الجليل أن يصلي في رحاب المسجد الأقصى وقد رفرفت على مآذنه وأسواره رايات الحرية والنصر والتمكين .


رحم الله شيخنا وصديقنا ورفيق دربنا في السراء والضراء الشيخ علي العمصي أبا دياب.
اسامة محمد حافظ فلفل.
كاتب وباحث ومؤرخ.