أسطورة الكرة الفلسطينية ناجي عجور للقدس الرياضي: اتمنى أن تنتهي الحرب.. ويجتمع شمل نجوم الزمن الجميل
المحرر الرياضي
شارك الرياضيون الفلسطينيون أبناء شعبهم الثمن الباهظ للعدوان على قطاع غزّة، وتأثروا بشكل غير مسبوق بحرب الإبادة، التي تعرضت لها المحافظات الجنوبيّة خلال 171 يوماً، والتي إلى أدت إلى ارتقاء أكثر من 700 رياضي، ودمرت معظم المرافق الرياضية.
بعد ثلاثة أيام من الهدنة تحدثت مع أسطورة الكرة الفلسطينية ناجي عجور، الذي تفتحت موهبته في حواري غزة، وتشرف باللعب مع أندية سلوان، وجمعية الشبان المسيحية، وأرثوذكسي رام الله في الضفة، وغزة الرياضي، وأهلي غزة في حتى اعتزاله في الثمانينات.
ترحم على المصري وعبد العال
في البداية يترحم الكابتن ناجي على روح رفيقه اسماعيل المصري" أبو السباع" الذي ترجل في القاهرة منذ أسبوع، مستذكراً أبرز المحطات التي جمعته بالفقيد، منذ لعبا سوياً في شباب غزة قبل نكسة 1967، ثم لعبهما مع نادي سلوان في القدس، ومع العميد غزة الرياضي بعد ذلك.
وعبر أبو رياض عن مشاعر الوفاء للراحل الكبير، الذي يقول: "إنّه تتلمذ على يديه، وتعلم منه الأخلاق والذوق والتفاني، واللعب النظيف من أجل الجمهور" مسترجعا ذكرياته المصري، عندما كانون يأتون للقدس يوم الخميس، ويلعبون يوم الجمعة، ثم يبيتون في رام الله، قبل العودة يوم السبت إلى غزة.
كما يترحم أبو رياض على روح فقيد القدس المرحوم فايز عبد العال، الذي كان يلعب وقتها مع شباب أريحا، وكان لاعباً كبيراً، ومدافعاً عملاقا يتمتع بحسن الأخلاق. لقاءات أثناء الحرب مع بداية العدوان أنتقل ابو رياض من الشمال إلى خانيونس، حيث حظي- كما يقول- مع زملائه الرياضيين بحميمية الضيافة من رياضيي خانيونس ورفح، وكان ينتقل من خانيونس إلى رفح، وهناك كان يلتقي رياضيو غزة مع رياضيي رفح، وتتحول اللقاءات إلى منتديات، تسترجع ذكريات الملاعب، وتتناقل أخبار العدوان، وما خلفه من دمار.
ولمّا وصل العدوان إلى رفح انتقل عجور مع غيره من الرياضيين إلى النصيرات، وهناك لم ينقطع الرياضيون عن بعضهم، وكانوا يلتقون بشكل شبه يومي، ويتناقلون تداعيات حرب الإبادة، وأسماء الرياضيين الشهداء والأسرى والمفقودين والجرحى. ومع تواصل العدوان، فكر أبو رياض في المغادرة إلى مصر، وفعلا غادرت زوجته ومعظم أفراد عائلته، وقبل أيام من موعد مغادرته سيطرت قوات الاحتلال على المعبر، وينتظر الآن فتح المعبر للحاق بعائلته.
بالعزيمة سنعيد النشاط الرياضي
والآن.. وقد تحققت الهدنة، يأمل عجور أن تصبح وقفاً كاملا للنار، ونحن كرياضيين- يقول ابو رياض- سنعود إلى أحيائنا في غزة، وأول خطوة سنقوم بها بعد تفقد ممتلكاتنا، وأحوال المرافق الرياضية عقد اجتماعات تنسيقية، لوضع خطة العودة للنشاط الرياضي وفق ما تسمح به الظروف، ونحن متسلحون بالعزيمة والإرادة لإعادة الرياضة في قطاع غزة كما كانت قبل العدوان، ويواصل: رغم الألم والحزن بجب أن نعود للتنافس في الميادين. ويحمد الكابتن ناجي الله بعد توقف الحرب، متمنياً أن يحل السلام والوئام، وأن ينعم الناس في غزة بالأمن والأمان، لأننا في غزة- كما أضاف- نحب الحياة، مثل غيرنا من شعوب العالم.
وتنقل أبو رياض في أماكن النزوح، وبقي أخواه سامي وجهاد في غزة، وكان النجمان رفيقيه في الملاعب مع أخوه المرحوم جمال، حيث لعب الرباعي مع أهلي غزة نهاية السبعينات، ومطلع الثمانينات.
وشاء القدر أن يهدم العدوان البيت الذي يضم مساكن الأشقاء الثلاثة في حيّ الدرج، إضافة إلى شقة أخرى يملكها ودمرت مع بقية سكن البرج السكني، طالبا العوض من الله عز وجل، وأملاً أن يكون ما قدمه هو وأبناء غزة في ميزان حسناتهم يوم القيامة .
ذكريات الزمن الجميل
وعبر أبو رياض عن تقديره لجميع الرياضيين في ألمحافظات الشمالية، وخاصة أبناء العاصمة القدس، مثمناً مشاعرهم، ومواصلة الاتصال به وبجميع الرياضيين، بما شكل نفساً معنويا ساعدهم على الصبر في الظروف الصعبة، التي مروا بها في أماكن النزوح، مستذكرا أيام الزمن الجميل التي لعب فيها مع سلوان والواي وأرثوذكسي رام الله مطلع السبعينات، متوجهاً بالتحية لجميع الرياضيين في مختلف أماكن تواجدهم.
ويذكر الأسطورة ناجي عجور بالخير نجوم الضفة الذين لعب معهم أو ضدهم، ويحمل في قلبه مشاعر العرفان للنجوم موسى الطوباسي، والمرحوم ابراهيم نجوم، وحاتم صلاح، وعارف عوفي، والمرحوم ماجد أبو خالد.. وغيرهم، ويأمل من الله أن يجمعهم قريبا على الخير، وتتحقق أمنيته بلعب مباراة- ولو على شكل خماسيات- مع موسى الطوباسي، الذي لم يسبق له اللعب بجانبه، فيما سبق له اللعب مع ابراهيم نجم، وماجد ابو خالد، وحاتم صلاح، وعارف عوفي.