إثارة الكرة المستديرة

فايز نصار

()

  • 1 مقال

كاتب وناقد رياضي

في المرمى

 إثارة الكرة المستديرة 

فايز نصّار- القدس الرياضي

 لولا الإثارة والمسارات الغريبة للعبة الأكثر شعبيّة، لكانت مجرد علوم دقيقة نعرف نتائجها من المقدمات، ولكن جزئيات غير محسوبة تقلب الأمور، بسبب عدم توفيق في إنجاز بعض التفاصيل، فيفوز صاحب الفرص الأقل، ويخسر من يفرض أفضليته دفاعاً وهجوماً. حصل هذا في الجولة الاخيرة من الدوري الفرنسي مطلع خمسينات القرن الماضي، حيث قال لي نجم اولمبيك ليون الجزائري الراحل عبد الحميد كرمالي: إن مباراة حاسمة جمعت قطبي الجنوب الفرنسي، وكان كلاهما يحتاج إلى الفوز لضمان عدم الهبوط.. وفي الرمق الأخير من المباراة، وبينما كانت النتيجة متعادلة سلبيّا، حصل فريق ليون على ضربة جزاء، تقدم أحد مهاجمي ليون لتنفيذها، فيما جلس جميع لاعبي الفريقين على الأرض، لأنّ صافرة الحكم تنتظر التنفيذ، ولكن حارس مارسيليا أنقذ الكرة ببراعة، ولمح أن احد مهاجمي فريقه يقف وحيداً في منتصف الملعب، فأرسل له كرة سجل منها هدف الفوز لمارسيليا، فانقلبت الأمور رأساً على عقب.

 شيء من هذا حصل سهرة الثلاثاء، عندما كان الفريق الكتلونيّ قاب قوسين أو أدنى من خسارة لقاء بنفيكا، بلقطة مثيرة قد تستحق ضربة جزاء، فكان العقاب بمرتدة مذهلة، سجل منها رافينيا هدف الفوز، بعد انتهاء الوقت المحتسب بدل من الضائع. صحيح أن برشلونة كان الأكثر استحواذاً في المباراة، وصحيح أنّه سجل خمسة أهداف، رفعت سجله التهديفي إلى 26 هدفاً في دوري أبطال القارة العجوز، والأصح أنّ دفاع رفاق ليفاندوفسكي شوارع، وتلقى أربعة أهداف تعكس أسباب تراجع الفريق في الدوري الإسباني، الذي كان يتقدم صفوفه بست نقاط عن منافسه الملكيّ، فأصبح يتأخر عنه بسبع نقاط. الحقّ يقال: إن برشلونة وبنفيكا قدما لذواقة الكرة المستديرة وجبة كروية مثيرة، استهلها اليوناني فانجيليس بافليديس بهدف مبكر في الدقيقة الثانية، قبل أن يسجل اسمه كثالث أسرع الهاتريكيين في الشامبيونزليغ، ولكنّ غلطة حارس بنفيكا أناتولي تروبين، التي استثمرها رافينيا بنجاح أعادت البرشا للمباراة، بعد توهان التيكي تاكا إثر غلطة العجوز تشيزني، الذي ضرب معنويات الفريق في مقتل، بعد ضربته المزدوجة للكرة، ولساق رفيقه بالدي. والحق يقال أيضاً: إنّ الألماني فليك لعبها صح، وطلب من لاعبيه القتال حتى آخر طلقة، مبادراً إلى تغيير ظنّه البعض غير منطقيّ، بإخراج الظهيرين بالدي وكوندي، والزجّ بالجوكرين غارسيا وتوريس، فسجل الأول هدف التعادل، وصنع الثاني هدف الريمونتادا. ليس من حقّ بنفيكا البكاء على اللبن المسكوب، لأنّ مخضرمه المدريدي السابق دي ماريا فرط في استغلال فرصة الحسم أمام تشيزني، الذي تدخل مرتين ليكفر عن غلطتي الهدف الثاني، وضربة الجزاء المثيرة للجدل.