باسل ناصر.. رحيلك حزن وألم وطن
كتب أسامة فلفل
رحيلك أخي باسل ناصر حزن وألم كبير موجع مزق قلوبنا وأدمى عيوننا وترك فراغا في ساحة مجدنا وعزنا وبقاءنا في الوطن المكلوم.
رحل باسل ناصر الرجل الهادئ الواعي المثقف المتمكن العارف صاحب ورجل المواقف والمبادرات والدبلوماسية وصاحب منظومة العلاقات المجتمعية ، رحل الواثق في كل خطواته وتفاعلاته الغيور الخادم لشعبه وقطاعاته المجتمعية ، رحل صاحب الحكمة والبصيرة النافذة والرؤية الصائبة داعم الشباب والرياضة والمجتمع الرياضي ، رحل عنوان ورمز الثوابت الإنسانية والوطنية الذي وقف وعبر مسيرته النضالية مؤازرا ومساندا لشعبه متجاوزا التحديات بفراسة القائد المتمكن وبشجاعة الرجال المخلصين لأمتهم ووطنهم .
رحل الشخصية والقامة والقيمة الوطنية التي فرضت نفسها من خلال رؤيته الوطنية وحسن إدارته وعمق تفكيره المتزن .
رحل رجل القيم والمبادئ من وفر بيئة خصبة لدعم ومؤازرة ومساندة إيجابية للمجتمع الفلسطيني على مختلف شرائحه ومشاربه وألوانه.
رحل رجل الخبرة والمعرفة المكينة والتخطيط الاستراتيجي صاحب الشهامة والأصالة النابعة من عمق أصيل متجذر بالجينات.
رحل رجل الالتزام والانضباط الوطني المسؤول الذي أدخل الابتسامة والفرحة لقلوب الرياضيين ومساندتهم في إنجاز مشاريعهم والبنية التحتية وتسهيل تنفيذ الدعم اللازم بسلاسة وسهولة.
اليوم يا أبا العبد تبكيك العيون والأحزان السوداء تعمق الجراح على رحيلك ، فما أحوج شعبنا ومنظومته الرياضية لك في هذا للوقت بالذات ولاسيما ناديك الذي يناديك بحرقة وألم غزة الرياضي ومدينتك الباسلة الصامدة بيت حانون التي قهرت العدوان ، وشعبك ورفاق دربك والحركة الرياضية بكل مكوناتها تبكيك حسرة وألم .
لقد فقد الشعب الفلسطيني ومنظومته الرياضية سندا قويا ومناصرا وقيمة وقائدا متفرد لن يتكرر .
إن فراق الروح للروح يا أبا العبد غصة في الحلق والجسد المنهك الذي أنهكته الحرب والعدوان وأصبح غير قادر على مواجهة المآسي والأحزان المتلاحقة .
غيابك أبا العبد يا من تسكن في سويداء القلوب ترك أثرا موجعا وجرحا عميقا لا يندمل .
قدمت الكثير أبا العبد وناضلت عبر مسيرة ومشوار طويل من أجل وطنك وشعبك وارتقيت للعلياء وأنت في قمة تضحياتك.
ختاما .... لقد تركت لنا أبا العبد مسيرة نضالية حافلة وصور من المجد والتضحية والعطاء والوطنية الصادقة ، سيخلدك التاريخ يا قائد وسوف يظل الشعب الفلسطيني وناديك غزة الرياضي ، والحركة الرياضية ستذكر مواقفك وتضحياتك ومساندتك ومؤازرتك على مر الأيام والسنين ، رحمك الله يا رفيق الدرب والمسيرة .
العهد والقسم أن نظل دوما نستذكر هذه الشخصية القيادية التي تركت أثرا وعمقت في الوجدان الفلسطيني روح التضحية والفداء والعطاء والتمسك بالقيم والمبادئ الإنسانية والوطنية والرياضية.
أسامة محمد حافظ فلفل
كاتب وباحث ومؤرخ