ترجل الكابتن اسماعيل المصري جنرال الرياضة الفلسطينية

اسامة فلفل

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال

ترجل الكابتن اسماعيل المصري جنرال الرياضة الفلسطينية بعيدا عن عرينة غزة العزة

كتب/ اسامة فلفل

في صمت مخيف ، وعلى أصوات قصف الطائرات وظلام الليل الدامس هز الرياضيين النازحين والمشردين بالمحافظات الجنوبية ومعهم اخوانهم الصامدين بالمحافظات الشمالية والوطن والشتات نبأ ترجل القائد والمعلم والرياضي المخضرم إسماعيل المصري (أبا السباع) .

كان وقع الصدمة كبير هز مشاعر وعواطف الجميع وعم الحزن ولف السواد خيام النازحين على رحيل أبا ياسين .

إن رحيل جنرال الرياضة الفلسطينية وأمين سرها وحافظ صندوق اسرارها و انجازاتها وسفيرها الأول عبر المشاركات الإقليمية والدولية ورمزية عميد الأندية الرياضية نادي غزة الرياضي خسارة فادحة للوطن وللعميد وللرياضة الفلسطينية وخصوصا في هذا الوقت بالذات ، فما أحوجنا في هذه المحطة التاريخية الفارقة لوجود توجيهات القادة والعمالقة أمثال أبا السباع.

كان الفقيد الراحل أبا السباع عبر مسيرة العطاء يسجل في سجلات الطهر الرياضي تاريخا مشرقا على أغصان نادي غزة الرياضي، والرياضة الفلسطينية.

 أبا السباع رسم صورته البهية على خارطة الرياضة الفلسطينية بعزة وكرامة ، وظل حاملا مشعل الصمود الرياضي رغم كل الظروف الاستثنائية.

ففي الوقت الذي كانت الحركة الرياضية تشق طريق التحديات، كان أبا السباع سفير العميد والرياضة في مقدمة الركب ، يتقدم الصفوف بشجاعة وبسالة ورباطة جأش قوية مع من أحب من عظماء الرياضة الفلسطينية وعميدها الأول غزة الرياضي.

نسج أبا السباع خيوط فجر الأمل والانجازات في السنوات العجاف ، ولم يبالى بالتحديات وظل قابضا على الجمر من أجل وحدة وسلامة الرياضة الفلسطينية.

آه يا أبا السباع لقد حملت في الزمن والوقت الصعب الآلام في قلبك الكبير أحلاما وأوجاعا، وبقيت رغم شظف العيش ترسم بجهودك وبطموحاتك الآمال لناديك الأم غزة الرياضي والرياضة الفلسطينية، بمشاعر وحب وانتماء وطني كبير.

عشقت رفاقك وأحبابك في الرئة الأخرى من الوطن من رموز وقيادات وكوادر ولاعبين وكنت على الدوم تتغنى بهم رفاق درب ومسيرة نضالية رياضية حفاظا على وحدة وسلامة الوطن والرياضة والجغرافيا الفلسطينية.

اليوم يا جنرال الرياضة وعنوان الحضارة سوف يفتقدك الرياضيون والملاعب التى لطالما زفتك في مناسبات وأحداث رياضية،

سيفتقدك ناديك غزة الرياضي، وجمهورك الرياضي وملعب اليرموك وفلسطين الذين حولتهم الحرب والعدوان لمراكز إيواء للنازحين ، ستفتقدك جمعية قدامى الرياضين، وملتقى نجوم الزمن الجميل، وكل الأندية والمؤسسات والأطر والكيانات والهيئات الرياضية ومجالس إداراتها رفاقك في مشوار العطاء وأحبابك في ساحة المنافسة الشريفة في المستطيل الأخضر.

ستبقى يا فارس وجنرال الرياضة وعنوان عزتها وسؤددها ،القائد والمعلم والإنسان الذي غرس شموع الأمل في واحتها الجميلة، وستبقى يا ابا ياسين الرمزية التاريخية للرياضة الفلسطينية.

مهما سطرنا وكتبنا لا تسطيع الكلمات ومفرداتها أن تصف حجم الألم والوجع العالق في حلق الأسرة الرياضية.

الأمجاد يا أبا ياسين لايسطرها إلا الأبطال العظماء أمثالك.

نعلم أنك غادرت أرض الوطن على مضض والحسرة والألم بين عيناك الجاحظتين، كنت وعند مغادرتك لأرض غزة العزة تبكي دما لا تريد الخروج رغم هول الحرب والعدوان، كنت تخشى عدم العودة للبقعة والواحة التى كنت عبر محطات العمر تستمد منها القوة والإرادة والعزيمة والإصرار، وجرعة الأكسجين اللازمة للحياة، كانت خطواتك متثاقلة لا تريد السفر وترك الذكريات وموطن الأحباب والانجازات ، والأيام والأشهر والسنين الطويلة التى مرت بلمح البصر، ندرك أن نهر الدموع لم يتوقف طوال رحلة الخروج من عرينك وبيتك وناديك وجماهيرك ومحبيك، كنت على أمل أن تعود وتكون في مقدمة الرجال للمساهمة في الإعمار والبناء لغزتك ولناديك وللرياضة الفلسطينية، لكن إرادة الله شاءت أن ترتقي وتترجل بعيدا عن أرض الوطن وعن مدينتك الصامدة الصابرة غزة هاشم وبيتك الثاني غزة الرياضي.

نم قرير العين مرتاح البال، الوعد والعهد أن تظل مع كل الرياضين والأسرة الرياضية لعميد الأندية الرياضية غزة الرياضي والرياضة الفلسطينية ، وما يعزينا يا قائد ما تركته من إرث قيمي وحضاري وانجازات مشرفة.

أسامة محمد حافظ فلفل.

كاتب وباحث ومؤرخ



اسماعيل المصري ابو السباع

اسماعيل المصري ابو السباع

اسماعيل المصري ابو السباع