آخر مَنْ يحق له الحديث عن تقويض قيم الرياضة

محمود السقا

(رئيس القسم الرياضي بصحيفة الايام)

  • 1 مقال

آخر مَنْ يحق له الحديث عن تقويض قيم الرياضة
كتب محمود السقا - رام الله
إذا فرض المنطق نفسه، فإن آخر مَنْ يحق لهم الحديث في الشأن المتعلق بانتهاك القيم الأساسية التي تهدف الحركة الرياضية الدولية إلى تعزيزها، هو وزير الرياضة والثقافة في دولة الاحتلال الإسرائيلي "ميكي زوهر" وأضرابه، لأنهم وحدهم مَنْ يُقوضون أركان القيم التي تضطلع بها الحركة الرياضية، وخير دليل يمكن للمراقب والمتابع الاسترشاد به حجم الانتهاكات، التي يمارسها جيش الاحتلال بحق الأسرة الرياضية الفلسطينية، من خلال مطاردة الرياضيين بالرصاص القاتل، ومَنْ تُكتب له النجاة، فإنه يجد نفسه رهن الاعتقال التعسفي الظالم والبشع.
مطالبة الوزير الإسرائيلي "زوهر"، ومِن قبله "اسرائيل كاتس" بإبعاد جبريل الرجوب عن "الفيفا" هي عبارة عن وقاحة صارخة، تُدلل على مدى التفكير العدمي، الذي بات يُهيمن على تفكير الإسرائيليين، أكانوا في موقع المسؤولية أمثال زوهر، أم من عامة الإسرائيليين، الذين يجنحون، بخطى متسارعة وحثيثة، صوب اليمين المتطرف.
الفريق الرجوب عندما يحمل بشدة على ممارسات وسلوكيات الاحتلال المُنفلتة والفجّة، فلأنها تنتهك كافة القوانين والأعراف والمواثيق الدولية، سواء تعلق الأمر بنسيج ونبض الحركة الرياضية الفلسطينية، التي يتولى زمامها، أم بهموم وشؤون وشجون أبناء شعبه، باعتباره جزءاً أصيلاً من القيادة الفلسطينية.
لا ادري كيف ستكون طبيعة رد قيادة "الفيفا" على الوزير الإسرائيلي حيال الفريق الرجوب، لكنني أقطع، لدرجة الجزم، انه سوف يلتزم الصمت المُطبق لقناعته بعبثية المطلب وفجاجته، فرئيس "الفيفا" يعلم، يقيناً، مَنْ يضرب بالقيم التي تنهض عليها الحركة الرياضية عرض الحائط، ففي متناوله ملفات حافلة بانتهاكات الإسرائيليين وبأعداد الشهداء والمعتقلين، وبالتدمير الكامل والمُمنهج لكافة البنى التحتية الرياضية في عموم الوطن الفلسطيني، وعلى وجه الخصوص في قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان وحشي الطابع، منذ السابع من أكتوبر – تشرين الأول العام 2023.