"في المرمى".... سوبرات أوروباكتب فايز نصّار- القدس الرياضي منذ سنوات ابتدعت الأندية الأوروبية فكرة مربحة، تضحك من خلالها على ذقون الآخرين، وتحلب من خزائنهم الذهب الرنّان، دون أن تدفع في رأس المال ديناراً ولا درهماً، وذلك بترحيل بطولات السوبر الشرفيّة إلى ملاعب الآخرين.بدأت الفكرة منذ سنوات باللعب في دول شرق آسيا، ثم في الولايات المتحدة ودول الخليج العربي، مع لعب بعض السوبرات في شمال افريقيا، ولقيت الفكرة ترحيباً جماهيرياً من عشاق هذه الأندية، التي تحظى بشعبيّة كبيرة في الدول المستضيفة. وساهمت مباريات سوبر الدوريات الكبرى في تنشيط المحيط الكرويّ، ودرّت أموالاً باهظة في خزائن الأندية الكبرى، وكثير منها يعيش أوضاعاً ماليّة تقربها من الإفلاس، بدليل ما يحصل في نادي برشلونة، الذي بالكاد ضمن تسجيل مؤقت للاعبيه أولمو وفكتور.تهرب الأندية الكبرى من برودة طقس ما بين العامين في أوروبا، وتستغل الملاعب الدافئة في منطقة الخليج للعب مباريات السوبر، وشاهد الجميع هذه السنة ثلاثة سوبرات، جمع الأول في نصف نهائي ونهائي أربعة أندية ايطالية في الرياض بالسعودية، وجمع الثاني بطلي دوري وكأس فرنسا باريس سان جيرمان وموناكو في الدوحة القطريّة.ويجمع السوبر الثالث هذه الأيام مربع إسبانيا الذهبيّ، المتكون من بطل الدوري الريال ووصيفه برشلونة، وبطل الكأس بلباو ووصيفه مايوركا في جوهرة جدّة المشعّة، حيث أحد الملاعب التي ستستضيف نهائيات المونديال بعد عشر سنوات، بما يشكل دعاية متقدمة لمونديال السعوديّة المنتظر.ورغم السياحة الرياضيّة التي يحظى بها النجوم، إلا أنّ كثيراً منهم امتعضوا من هذا الترحيل لمباريات السوبر، ومن هؤلاء البلباوي الأسمراني إنياكي ويليامز، الذي قال بعد الخسارة أمام برشلونة: "نحن مرغمون على اللعب على بعد مئات الكيلومترات عن جماهيرنا وعائلاتنا.. بالنسبة لي، لا معنى لأن نلعب هنا في السعودية".لا خلاف على أنّ الجماهير- في البلدان التي تستضيف السوبرات- تستمتع بالعروض التي يقدمها نخبة النجوم عن قرب.. ولا خلاف على كون مثل هذه المباريات تساهم في إنعاش المحيط، وقد يكون لها أثر في تحسن المستوى الفنيّ والتنظيمي في الدول المستضيفة، ولكن الأموال المهدرة على هذه السوبرات كثيرة، ويمكن أن تخدم الرياضة في البلد المستضيفة أكثر، إذا استثمرت في مجال رياضيّ آخر.قد يقول قائل: إنّ الأموال المهدرة على هذه السوبرات تجلب من عمليات السوبنسور، وتهافت الشركات الكبرى على رعاية مثل هذه الفعاليات، والردّ بأنّ هذه الأموال يمكن أن تستثمر في تطوير الدوري المحلي، والارتقاء بمستوى الكوادر التحكيمية والتنظيمية، وغير من المجالات ذات الصلة.مع تواصل هذه المباريات الاحتفاليّة ينتظر الفاهمون أن يفكر المستضيفون في آليات واقعيّة للاستفادة من هذه السوبرات، وذلك بمشاركة الحكام المحليين في إدارة المباريات مثلا، وذلك أضعف الايمان.