متاعب السفاح العراقيّ

فايز نصار

()

  • 1 مقال

كاتب وناقد رياضي

في المرمى

 متاعب السفاح العراقيّ

 فايز نصّار- القدس الرياضيّ

 بدرجة أقل حدّة من خروج عصام الحضري عن النصّ في مواجهة المحلل العُماني أحمد الرواس، لم يحسن سفاح أسود الرافديّن يونس محمود التعاطي مع سؤال بدا مستفزاً من قناة مقربة من السعوديّة. 

أستفز ردّ يونس محمود الأوساط الرياضيّة السعوديّة- الرسميّ منها والشعبيّ- لأنّه شكك في كون صقور نجد والحجاز مرشحين للقب خليجي 26، بتساؤله في جواب حول لقاء العراق مع المرشح السعودي: هي السعوديّة مرشحة؟ متبعاً جوابه بضحكة استفزت محبي منتخب السعوديّة أكثر من الجواب نفسه.

 أكثر من جهة طالبت يونس- وهو نائب رئيس الاتحاد العراقي عدنان درجال- بالاعتذار عن كلامه، ولكنّه رفض، لأنّه- كما صرح أكثر من مرة- لم يقلل من شان الكرة السعوديّة، التي يعترف بمكارمها عربياً، وآسيوياً، وعالمياً، ولأنّ ما نقل من كلامه كان منقوصاً، ولم ينقل الحقيقة كاملة. 

غضب عارم انتشر في الشارع الرياضيّ السعوديّ، وتوعد أحد مقدمي البرامج يونس بفوز يردّ عليه في لقاء العراق والسعوديّة، ضمن الجولة الثالثة من دور المجموعات، وخرج مسؤول آخر إلى وصف السفاح العراقيّ ب"المزارع" والزراعة- يا جماعة الخير- مهنة الأنبياء.. ولمّا قال له الإعلاميّ: إنّه سفاح، ردّ عليه: سفاح على سطوح منزله. 

بداية لا نقبل بكلام اليونس، كونه نائب رئيس الاتحاد، وليس رئيس رابطة المشجعين، وكان يمكن أن يكون ردّه أكثر لباقة، لأنّه يعرف حساسيّة الإعلام السعوديّ، ولأننا لسنا بوارد مهاترات جديدة حول كرة القدم، التي ينبغي أن تكون جامعة للشعوب على ضفاف الخليج العربيّ. 

في المقابل، أرى أنّ حريّة الرأي مهمة، ويجب أن يتسع صدر الجميع لقبول الرأي الآخر، ورأي يونس العراقيّ هنا، إمّا أن يكون نكتة تذهب آثارها بعد سماعها، وإمّا أن الرجل متابع للمنتخب السعوديّ، الذي يعاني في تصفيات المونديال، ولم يسجل مهاجموه إلا ثلاثة أهداف في ست مباريات، بما يقتضي التصفيق ليونس على صراحته، كونّه يعلق الجرس، خاصة وأنّ رفاق سالم الدوسري أكدوا بخسارتهم من البحرين ما ذهب إليه السفاح. 

وامتدت متاعب يونس إلى الإعلام العراقي، بعد دفاعه عن زميله عدنان درجال، حيث اتهم الإعلامي الذي تجاوز حدوده بأنّ سؤاله مدفوع الثمن، فثارت ثائرة مقدم البرنامج، الذي طرد السفاح على الهواء مباشرة. 

الاتحاد العراقي لكرة القدم سارع إلى الذود عن حياض نائب الرئيس، فعبر عن الاستياءِ من الإساءاتِ غير اللائقةِ، التي صدرت من إحدى القنواتِ التلفزيونيّةِ بحقِّ يونس.. مؤكداً أن ما تمَّ تداوله يمثلُ تجاوزاً للأعرافِ المهنيّة والإعلاميّة. 

وشدد الاتحاد على أن النقدَ البنّاء جزءٌ من العمليةِ الإعلاميّة التي يحترمها، مع رفض أيَّ شكلٍ من أشكالِ التجاوزِ أو التشهيرِ الذي يتنافى مع القيمِ المهنيّة، مؤكداً شراكة الإعلامَ الرياضيَّ في صناعةِ الإنجاز، وتأثيره في صياغةِ القرارِ الرياضيّ، آملاً من الجميعِ الالتزامَ بالمعاييرِ المهنيّة والأخلاقيّة في تغطيةِ الأحداث.