لغة الأرقام 2

فايز نصار

()

  • 1 مقال

كاتب وناقد رياضي

في المرمى

 لغة الأرقام 2 

فايز نصّار- القدس الرياضيّ

 لا خلاف على كون الأرقام أفضل أساليب المفاضلة، لأن رصد الإنجازات غير المحسوبة بالأرقام عمليّة معقدة تؤثر في نتائجها الأمزجة، وأمزجة الناس كبصمات أصابيعهم، وانطباعاتهم غير ثابتة، وتميل حيث مالت بها الريح. 

علل بارونات الفرانس فوتبول فوز رودري بالكرة الذهبيّة بتفوقه في الإنجازات الفرديّة والجماعيّة، وبرر من منحوا فينيسيوس جائزة" ذا بيست" بكونه الأفضل على الصعيدين الفرديّ والجماعيّ، وفي الأمر خلاف مردّه كون المعايير غير فنيّة، أو أنّ القائمين على تطبيقها غير مهنيين. 

بين عشيّة وضحاها طارت الكرة الذهبيّة من فينيسيوس لرودري، وبفارق أصوات نجا فيني من فخّ رودري، الذي تراجعت أسهمه في الأشهر الأخيرة بسبب لعنة الرباط الصليبيّ، رغم أنّ الضارّة كانت نافعة، لأن وضعيّة السيتي الكارثيّة في الأسابيع الأخيرة تؤكد دور المعلم رودري في نجاحات فيلق الفيلسوف غوارديولا. 

أنقذت أصوات المشجعين وقادة الفرق فينيسيوس من خسارة جائزة أفضل لاعب في العالم، التي توّج بها سهرة الثلاثاء في الدوحة، حيث أظهرت الأصوات التي حصل عليها المرشحون أن فينيسيوس كاد أن يخسر، لولا تصويت قادة الفرق والمشجعين له بكثافة، بما حسم الصراع لصالحه بفارق ليس كبيراً، حيث حصل النجم البرازيلي على 48 نقطة مقابل 43 لرودري. 

شخصياً أميل مع كون الأسمر البرازيلي يستحق الجائزة، بالنظر لعطائه الكبير في الميدان، وبسبب قلة النجوم المميزين بعد انحسار توهج ميسي ورونالدو، بما يجعل فينيسيوس أفضل الموجودين، في انتظار ما سيقدمه المغربي الذي تأسبن الأمين جمال، القادم بقوة مع برشلونة ومصارعي الثيران. 

لا شكّ بأن فيني يستحق الجائزة، ويمكن أن يزداد المصوتون له، ويتضاعف عدد المعجبين به لو تخلى عن تصرفاته الرعناء، التي تشتت ذهنه، وتدخله في جدليات تقلل من إبداعاته، والمطلوب من مسؤوليه في الريال ومنتخب البرازيل ضبط انفعالاته، لأنّ تصرفاته تضر به قبل ضررها بالآخرين، والكلام نفسه يقال عن الحارس الأرجنتيني مارتينيز، الذي جمع مجد الجائزتين.

 بصراحة أعتقد أنّ اصوات المدربين أكثر واقعيّة، وهؤلاء منحوا فيني 438 مقابل 461 لرودري، ويأتي بعدهم دور الإعلاميين الذين منحوا فيني 538، مقابل 543 لرودري. ومنح قادة الفرق 617 لفيني، ومنحوا رودري 373، فحسموا الأمر مع المشجعين، الذي ساندوا فينيسيوس بقوة على حساب رودري. يبدو أنّ كثيراً من أصوات المدربين، والإعلاميين، وقادة المنتخبات، والجمهور تتأثر بقصص برشلونة والريال، وبالمفاضلة بين كرة القدم الإسبانيّة والإنجليزية، وغيرها من الأمور، فيما لا يستطيع أي انتماء تغيير كون مرموش سجل 14 هدفاً في البوندسليغا، مقابل 15 هدفاً لهاري كين.