ضبط ايقاع الإعلام

فايز نصار

()

  • 1 مقال

كاتب وناقد رياضي

في المرمى

 ضبط ايقاع الإعلام

 فايز نصّار- القدس الرياضي 

صادق المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر على توصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي، على أن يجري تطبيق القرارات الجديدة مطلع العام القادم، بما قد يشكل خطوة لمواجهة فلتان الإعلام الرياضي.

 تضمّنت التوصيات تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، كما جرى قصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محليّة أو دوليّة، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة. 

وأوصت اللجنة بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع مسمياتها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية، والتي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة، والمواقع الإلكترونية والتطبيقات، والمنصات الإلكترونية، فيما يُحظر البث المباشر للبرامج الرياضية بعد منتصف الليل، ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية بمراعاة فروق التوقيت. 

تأتي هذه القرارات الصارمة لترشيد أداء الإعلام الرياضيّ في أمّ الكنانة، بعد انتشار اللغط والمناكفات، وخروج كثير من البرامج عن النصّ، بما خلق محيطاً آسناً، يُخشى أن تصل شظاياه إلى صميم المجتمع، وتعميق التشرذم. 

واعتبر كثير من الفاهمين القرارات الجديدة خطوة في الاتجاه الصحيح، لوضع بعض القيود الحميدة على منصات الإعلام الرياضي، التي خرجت بعض قنواتها عن صميم الرسالة الإعلاميّة النبيلة، وبما يؤسس لمرحلة جديدة تراعي الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة.

 وفي المقابل، يخشى كثيرون من أن تتحول الضوابط الجديدة إلى قيود تحدّ من حرية الرأي والتعبير، بما قد يساهم في تراجع دور الإعلام الرياضيّ، كشريك فعّال في النهوض الرياضي، وكمصدر إلهام يُبصِّر التوجهات الرياضيّة، ويكشف مصادر الخلل لعلاجها قبل تفشيها، وتزايد أضرارها. 

وعَدَّ النقاد هذه القرارات فرصة لضبط أداء مختلف المشارب الإعلاميّة، وذهب الكثيرون إلى جدواها، وأهمية تطبيقها على الجميع، ووضع الضوابط القانونيّة الضامنة لشفافيّة ونزاهة إخضاع الجميع لمطالبها، رغم ذهاب البعض إلى أنّها يشوبها بعض العيوب، كونها ضوابط مفتوحة للبرامج الرياضية. 

يؤكد هذا ما قاله الناقد محمد السيّد، الذي يرى أنّ "مشهد الإعلام الرياضي في مصر وصل مرحلة كانت تحتاج إلى تدخل من القائمين عليه" مؤكداً أنّ سبب التدخل الرسميّ كان ما عاشه الشارع الرياضيّ من التراشقات، والخروج- المقصود أو غير المقصود- عن محددات التنافس الرياضيّ والروح الرياضيّة. 

لا غَرو أن الهدف الأسمى من الرياضة هو السموّ بالأخلاق والتنافس في إطار أخلاقي، ولا بدّ من ضوابط قانونيّة تحاصر الخارجين عن النص، لأنّ هدف البعض أصبح ركوب موجات الترند، وتكثير المشاهدات، مهما كان المحتوى.