في المرمى
تغريدات سوريّة
فايز نصّار- القدس الرياضيّ
بعد لحظات من إعلان لجوء الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو، سارع كثير من نجوم الفن والكرة السوريين إلى تبديل جلدهم، واستبدلوا شعار" بالروح بالدم نفديك يا بشار" بشعار" ارفع راسك فوق.. أنت سوري حرّ" في موقف قد يكون مفهوماً من الذين يعرفون ثقل القيّد، الذي كان يطبق على سوريا من عتبات حلب شمالاً، حتى بوابات حوران جنوباً.
ورغم أنّ التغييرات السياسيّة فوريّة، على عكس التغييرات الاجتماعية، سارع الاتحاد السوريّ لكرة القدم، والاتحاد السوريّ لكرة السلة إلى تغيير شعاريّ الاتحادين بشطب اللون الأحمر، مسايرة للمرحلة الجديدة، التي تتزين باللون الأخضر.
واحتفل عدد من نجوم النورس السوريّ الكرويّ عبر حساباتهم الشخصية بسقوط نظام بشار الأسد، بعد دخول قوات المعارضة المسلحة العاصمة دمشق فجر الأحد، وتقدم هؤلاء قائد "نسور قاسيون" عمر السومة، الذي نشر صورة لعلم الثورة السورية، مهنئا أبناء بلده بسقوط الحكم في الدولة، ومتمنياً التوفيق للبلاد في الفترة المقبلة.
وسبق لابن دير الزور السومة رفع علم الثورة في مباراة للمنتخب على أرض الكويت، وأهدى الفوز لثوار بلاده، في مشهد اختلط فيه الرياضي بالسياسي، ويومها هجم عدد من اللاعبين والإداريين المؤيدين للنظام على اللاعب في محاولة لمنعه.
وكما فعل العقيد السومة تفاعل اللاعب عبد الملك عنيزان مع الحدث برسالة عاطفية عبر خاصية القصص اليومية، قائلا "هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون"، مشيرا إلى أنه حرم من رؤية والده ووالدته منذ 13 عاما، وأتى اليوم لرؤيتهما أخيراً.
ووجّه النجم محمد عنز رسالة لأبناء بلده تحثهم على الوحدة والتكاتف بين جميع الطوائف في الدولة بمختلف معتقداتهم، محتفلا بسقوط الحكم وبداية عهد جديد للجمهورية السورية، فيما احتفل الحارس الدولي أحمد مدنية بالحدث معلقا: "ستكتب هذه السنين قصة للأحرار بالثوب الأخضر، ومن هنا تبدأ قصتنا برائحة الياسمين"، بينما شارك المدافع عمر الميداني جمهوره صورة تحمل علامة النصر، احتفالا بنجاح الثورة السورية.
وطالما شهدت مباريات المنتخب انقسامات بين اللاعبين والجماهير، ظهر ذلك بجلاء في لقاء النورس ضد أستراليا في تصفيات التأهل إلى كأس العالم 2018، وكان سبب الانقسام الرئيسي رؤية جزء من المؤيدين للثورة السورية بأن هذا منتخب للنظام السوري، ويستخدم الرياضة لأغراض سياسيّة، أما آخرون مؤيدون للنظام، وكذلك جزء من المعارضين له، رأوا بأن هذا المنتخب يمثل سوريا، ولا يجب خلط السياسة بالرياضة.
ومع انتهاء حقبة الأسد في ربى الشام يأمل محبو الرياضة السوريّة في أن تساهم في جمع كافة فئات الشعب السوري حول منتخبات الوطن، كمقدمة لتكاتف أبناء سوريا لما فيه مصلحة الشعب ورفعة الوطن.