إنّهم بشر!

فايز نصار

()

  • 1 مقال

كاتب وناقد رياضي

في المرمى إنّهم بشر! فايز نصّار- القدس الرياضي لا جدال حول ألمعيّة النجم المصريّ محمد صلاح، الذي يكتب بحروف من ذهب مسيرة تألق غير مسبوقة في البريميرليغ.. ولا خلاف على أنّ كيليان مبابي وضع نفسه بين صفوة النجوم، رغم نضاله الشاق لإثبات نفسه مع الميرينغي. كانت سهرة الأربعاء فرصة لحوار النجومية بين صانع التاريخ في ليفربول أبو صلاح، ونجم الموندياليين الأخيرين مبابي، والمناسبة لقاء الكبار بين الهارب في صدارة ترتيب دوري الإنجليز ليفربول، وعمّدة الشامبيونزليغ الريال، الذي دخل المواجهة مثقلاً بالإصابات، فترك نقاط المباراة في الأنفيلد. شهدت المباراة فوزاً مستحقاً للليفر، وشهدت تفاصيلها إهدار محمد صلاح ركلة جزاء لفريقه ليفربول، وإضاعة مبابي ركلة جزاء لريال مدريد، ليلعق مخترق سطوة غوارديولا في بلاد الضباب المدرب سلوت في تصريحات نشرتها وسائل الإعلام: "في كلتا الحالتين، تعتقد أنهما سيسجلان، كلاهما أهدرا الركلتين، لذا أظهرا لنا اليوم أنهما بشر". وكما يحصل مع نجوم الملايين، يقع الحكام في بعض الأخطاء التقديرية، لانّهم بشر يخطئون ويصيبون، وعلى الجميع فهم أنّ الأخطاء وارده في لعبة كرة القدم، وتحاول تقنيه الفار أن تقلل وتحدّ بشكل كبير من الأخطاء المؤثرة، ومع ذلك لم تحل التقنيّة المشكلة من جذورها، لأنّ تقدير الأخطاء في النهاية يحدده البشر، وهم غير معصومين. المدربون بدورهم قد يجانبهم التوفيق في رهاناتهم، فتزل تكتيكاتهم، أو يرفّ جفن خططهم، فتصبّ اللعنات عليهم، من الجماهير والمسؤولين والإعلاميين على حدّ سواء، ممن يظنون أنّ المدربين يوحى إليهم، وأنّهم منزهون عن الزلل، وسوء التقدير. الأمر نفسه، ينجر على المسؤولين الرياضيين، ممن يجتهدون بعملهم لتحقيق النتائج، التي تلبي تطلعات الجماهير، وتساهم في رفعة الوطن، ولكنّ التوفيق قد يجانبهم في شيء من اجتهاداتهم، وقد لا يستطيعون- لأسباب واقعيّة، وأخرى تتعلق بطبيعة البشر- في إنجاح البرامج المسطرة. كلّ هذا ينطبق على الإعلاميين، الذي وهبهم الله مهارات الكتابة الرياضيّة، وسبقوا غيرهم في ميادين الفعل، مشاركين في تحول الأحلام إلى حقائق، ولكنّ كونّهم بشر يجعل التوفيق يجانب شيئاً من مبادراتهم، فتقع أقلامهم في هفوات غير مقصودة، وأفكار قد يساء فهمها. وقد يصل الأمر إلى مختصي الطبّ الرياضي والنفسي، والعاملين في مجال التحليل الفني، ومن تخصصوا في مجال السبونسور الرياضي، وكلّ مجالات الفعل الرياضي الأخرى، فكلّهم قد يغلطون، وقد يجانب التوفيق أفعالهم، وهذا طبيعي لأنّهم بشر، ووحده النائم في برجه العاجي قد لا يقع في الأخطاء.