صرخة النازحين تعلو بالخيام ولا مستجيب لها
كتب أسامة فلفل
عندما تعلو صرخات النازحين في الخيام نتيجة البرد والصقيع وهطول الأمطار ويتجمدون بفعل الأجواء الباردة تصم الآذان عن سماع النداءات وتتوارى المؤسسات والجهات ذات العلاقة عن القيام بدورها المسؤول وواجبها الإنساني اتجاه المعذبين والنازحين والرياضيين الذين يشكون لله ظلم الظالمين.
المنطق يا سادة يا كرام يقول ايصال المساعدات والمواد الإغاثية اللازمة للنازحين والمساعدات الطبية والأغطية والدواء يجب أن يكون حاضرا في هذه الظروف المأساوية فهذه مهمة إنسانية مرتبطة بالفعل والأداء الإنساني ، ورفع مستوى المساعدات في ظل هذه الظروف الكارثية يجنبا الكثير من المعاناة ، وتوفير القليل القليل من أدوات الصمود ومواجهة ظروف الشتاء والبرد القارص يجب أن تلقى الاهتمام والتحرك السريع والعاجل لانقاذ ما يمكن انقاذه .
الصرخات المؤلمة والنداءات الإنسانية لا تتوقف والاستجابة وللأسف لا ترقى إلى مستوى الحدث .
يجب أن نعي جيدا أن كسر إرادة وشموخ شعبنا ومنظومته الرياضية وتدمير الحاضة الشعبية والقضاء على الهوية الوطنية وضرب كل مفاصل القوة للنسيج المجتمعي الفلسطيني هو الهدف الاستراتيجي لأعداء شعبنا الذي يقدم التضحيات الجسام وقوافل الشهداء قربانا على مذبح الحرية .
إن عملية الاخفاق في تعزيز دعم وصمود النازحين والرياضيين والاصطفاف لجانبهم وتخفيف حجم المعاناة جريمة لن يغفرها التاريخ لكل المتقاعسين والمتخاذلين .
ألا يكفي حالة النزوح والتشرد وفقدان الأهل والممتلكات !!؟ ألا يكفي حرب الغذاء والدواء والماء !!؟ ألا يكفي الغرق في الظلام ، وتواصل نزيف شلال الدم الذي لا يتوقف على مرأى ومسمع العالم الصامت !!؟
من لا يقف ويساند النازحين والمشردين في مراكز الإيواء سوف تطارده لعنات الأبرياء والمعذبين الذين يبكون دما على ما آلت إليه ظروفهم وأوضاعهم القهرية.
يؤلمني أن أرى شعبي وأبطاله وسفراءه الرياضيين يصبحون ويمسون على رائحة الموت المنتشرة في كل مكان ، وأشلائهم المعطرة في الطرقات وعلى أعمدة الكهرباء ، يؤلمني أن أرى شعب النازحين بالخيام يتألمون من شدة وقساوة البرد والغرق في مياه الامطار ، امام عدو فاجر وخذلان عربي غادر ، يؤلمني أن أرى قطاع الطرق وطوارق الليل ينهبون ويسرقون لقمة عيش شعبي، من الأطفال والشيوخ والنساء والمرضى والمعاقين والمعذبين الذين أجبرتهم الحرب والعدوان على المكوث في مراكز الإيواء .، يؤلمني ان ارى اللصوص وهم يسرقون في وضح النهار الاغطية والملابس والشوادر لشعبي المشرد والمغلوب على امره.
اللهم رحمتك وسترك وفرجك يا الله .
اسامة محمد حافظ فلفل.
كاتب وباح ومؤرخ.
25\11\2024
26\11\2024