راديو الطريق

في المرمى

 راديو الطريق

 فايز نصّار- القدس الرياضي

 في كثير من الدول ينسبون الأخبار غير الممحصة لما يسمى"راديو الطريق" في تعبير مجازيّ لما يروج في الشارع من أخبار يتناولها الناس دون تدقيق، وقد تتكاثر وتتحور، ويتغير محتواها في خضم التحريفات المقصودة، وغير المقصودة. 

ورغم أنّ كثيراً ما يتناوله العامة لا يتنافى مع الحقائق، ولا يغير المفاهيم، إلا أنّ المغرضين يستغلون الأوساط الشعبية في ترويج بعض المعلومات، للتأثير في الرأي العام، أو كبالونات اختبار تستبق مخططات قادمة، مستغلين "إذاعة الشارع" التي لا معايير مهنيّة لمحتواها. قبل يومين استمعت لمحلل رياضي من دولة مجاورة، سأله مستضيفه عن رأيه الفنيّ حول تعثر منتخب بلاده، فقال دون تردد: كما يقول الشارع..

 يتحمل المدرب المسؤولية كاملة، ويجب تغييره، علماً بأنّ صاحباً كان على رأس مبايعي المدير الفني هذا منذ أشهر. 

خلال اعدادي لتقرير حول أسباب هذه الهمّة الفدائيّة أمام كوريا، وغياب الحميّة أمام الأشقاء العرب في المجموعة الثانية في تصفيات المونديال، قال لي أحد الزملاء مازحاً: يجب أن تنشر كلّ كلامي، رغم أنّ زيد وعبيد سيقولون عني: " سحيجاً، فسارعت للردّ عليه: " يا أخي، إذا كان ما يرضي الله.. ويخدم الوطن تسحيجا، فأنا شيخ السحيجة!" يجب أن نفرق هنا بين تحليل الفنيين، الذين يحسنون توصيف أسباب عثراتنا غير المفهومة أمام منتخبات العرب الأربعة، وبين من يطيشون على شبر ماء، ويختصرون كلّ شيء بضرورة تغيير الطاقم الفنيّ، كون هؤلاء- ومعظمهم يتحدثون ببراءة- يحبون الفدائي، ويرون أنّه كان بالإمكان أفضل مما كان، والجواب: ان هناك عوامل كثيرة تساهم في تحقيق النتائج، وليس هوية المدرب فقط، لأنّ صاحب البلماريس العالميّ الثريّ مانشيني، وخليفته صاحب الإنجازات الكبرى مع عدة منتخبات رينارد لم ينجحا في تحقيق أكثر من ست نقاط في تصفيات المونديال، ولم يستطع الكبيران تحقيق أكثر من فوز واحد، رغم الملايير المهدرة على الجلد المنفوخ في السعودية. 

نتفق مع الفنيين وعقلاء السوشال ميديا بأنّه كان بإمكاننا تحقيق الأفضل، مع ضرورة التشخيص الفاهم لهذا التناقض في مسيرة منتخب يحقق ما عجز عنه الأخرون أمام الشمشون، ويتخلى عن مباريات في المتناول، أمام منتخبات بعيدة بعد السماء عن الأرض عن السوبر الكوريّ. 

نعترف بأنّ الطاقم الفني يتحمل جزءا من المسؤولية، في انتظار أنّ يرصد الفنيون الأسباب الموضوعية والذاتية للعثرات، من خلال تقييم فنيّ دقيق للمباريات الست التي لعبناها، وتقويم الأمر مهنيا، خاصة وأن هناك أكثر من ثلاثة أشهر، قد تسهم في معالجة مواضع الخلل.