نقطة استعادة الأمل

فايز نصار

()

  • 1 مقال

كاتب وناقد رياضي

في المرمى

 نقطة استعادة الأمل

 فايز نصّار- القدس الرياضي

 وَحده الفدائي، نجح في فرض التعادل على شمشون كوريا مرتين في تصفيات مونديال العم سام وجيرانه.. ووحده الفدائي يقبع في ذيل ترتيب المجموعة الثانيّة للتصفيات، التي شهدت تقلبات كثيرة، مع تشبث إيران، وكوريا الجنوبيّة، واليابان بصدارة المجموعات لثلاث.

 لم يتأثر منتخبنا بغياب أربعة من نجومه ل"أسباب مختلفة" كما قال الناخب الوطني، وبدا وكأنّه يملك دكّة احتياط تسطيع تعويض هؤلاء، عندما تتاح لهم الفرصة، وخاصة سيف جبل المكبر المسلول زيد القنبر، الذي تقاسم بطولة المباراة مع رجل موقعة الذهاب رامي حمادة.

 قبل تقييم هذا التعادل، ينتظر الشارع الرياضيّ من المدير الفني للمنتخب توضيح طبيعة الأسباب المختلفة، التي أدت إلى غياب الرباعي أبو علي، وجابر، وخليل، وأبو وردة، لأنّهم غير موقوفين، وغيابهم مبرر إن كان بداعي الإصابة، وغير مقبول إذا كان الأمر غير ذلك، لأنّ المنتخب أكبر منّا جميعا، وطموحنا بناء منتخب لا يتأثر بغياب زيد أو عبيدّ.

 المهم، أن الفدائي عملها مرة ثانية، وحقق تعادلاً بطعم الفوز على منتخب يحتل المركز 23 على سلم الفيفا، وسبق له المشاركة في نهائيات المونديال 11 مرة، وأكثر من ذلك، فقد كان رفاق البطاط- كما في لقاء سيؤول- قادرين على تحقيق فوز تاريخي، لولا تلكؤ تامر، والعارضة التي عاندت الدباغ. 

فرح الخَيرون بهذا التعادل، الذي يعيد بصيص الأمل في المباريات القادمة، التي تُلعب بعد أربعة أشهر، والمدة كافية لمراجعة أوراقنا، وتقييم تفاصيل المباريات الست لتصحيح المسار، لأنّ هذا المنتخب الذي أضاع نقاط مباراتي عُمان والكويت، وخسر بسذاجة من العراق والأردن قادر على كسب نقاط ثمينة، تساهم في لحاقه بقطار الملحق. 

في رصيد الفدائي ثلاث نقاط فقط، وأرى أنّ فوزين على الكويت وعُمان، مع انتزاع تعادل من الأردن أو العراق سينعش آمالنا، والأمر صعب على الورق، ولكنّه ليس مستحيلاً في الميدان، لأنّ منتخبنا لا ينقصه إلا التركيز، مع ضبط بعض الجزئيات التي ساهمت في إهدار نقاط، ما كان يجب أن تهدر. 

نعلم أنّ منتخبنا ينافس في ظروف استثنائية، وندرك أنّ العدوان الآثم حرمنا من اللعب على أرضنا، والأرض- كما تعلمون- تقاتل مع أهلها، ولكن هذا حال شعبنا، وقد عودتنا المحن على تجاوز كل أنواع العقبات، وتقدم الصفوف، بما أوتينا من جلادة، وإرادة وعزيمة لا تلين. 

نفهم غضب محبي الفدائي من النتائج غير المرضية في المباريات الست، ونقدر احساسهم بأنّه كان بالإمكان أفضل مما كان، ورغم ذلك تعالوا إلى وقفة تاريخية، تساهم في عودة نجومنا بروح مباراتي كوريا في المباريات الأربع الباقية من هذه التصفيات، لعل الحلم يصبح حقيقة.