تظاهرات ترفع البطاقة الحمراء بوجه مباراة فرنسا وإسرائيل دعماً لفلسطين ولبنان
تظاهرات ترفع البطاقة الحمراء بوجه مباراة فرنسا وإسرائيل دعماً لفلسطين ولبنان
تجمع عددٌ كبير من المساندين للقضية الفلسطينية، والمتضامنين مع لبنان، للتنديد والمطالبة بوقف حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزّة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والعدوان المستمرّ على لبنان، وذلك بمدينة سانت دوني، التي تبعد مسافة كيلو مترين فقط عن ملعب فرنسا، مسرح مباراة منتخب فرنسا ونظيره الاحتلال الإسرائيلي، في إطار الجولة الخامسة من دوري الأمم الأوروبية، وذلك بعدما رفع المتظاهرون البطاقة الحمراء في وجه المنتخبين، دعماً للبلدين العربيين، عبر لافتات دعت لإلغاء المواجهة، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة.
** رسائل داعمة لفلسطين بمشاركة سياسية في فرنسا
وارتفعت الأعلام الفلسطينية واللبنانية في ساحة بلدية سانت دوني، وفقاً لمقاطع فيديو نشرها حقوقيون ومتضامنون، مساء الخميس، وحملت شعارات الحاضرين عبارات مساندة، مثل: "تحيا تحيا فلسطين"، وأيضاً "تحيا المقاومة الفلسطينية"، فيما حضر التظاهرات نواب في البرلمان الفرنسي، كما سار المتظاهرون في الشوارع حاملين راياتهم، واقتربوا من أشهر معلم سياحي في العالم، وهو برج إيفل.
وكتب نواب في البرلمان الفرنسي تغريدات، عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهم توماس بورتيس، الذي قال: "مباراة العار وفشل حقيقي، 15 ألف تذكرة بيعت فقط، الشعب الفرنسي لا يؤيد عملية التبييض التي تقودها الحكومة الإسرائيلية، في وقت ترتكب فيه إبادة جماعية، يجب نبذ إسرائيل من بين الأمم"، في حين أضافت آلما دوفور: "إقامة مباراة فرنسا وإسرائيل إهانة للقانون الدولي، لا ينبغي لإسرائيل أن تلعب في فرنسا، بعد انتهاكها أحكام محكمة العدل الدولية".
ومع اقتراب موعد المواجهة تحرك المتظاهرون حاملين راياتهم نحو ملعب اللقاء، وكانت الجموع غفيرة ومصممة لبلوغ هدفها، متسلحة بعبارة "تحيا فلسطين، فلسطين لنا" في محاولة لإيقاف اللقاء، في خطوة تضامنية تهدف لوقف الإبادة الجماعية، لكن الأمن تصدى لها وأوقفها، مع العلم أن الحضور الأمني كان كثيفاً هذه المرة، وشاركت عدة وحدات بأمر من وزارة الداخلية.
حضورٌ جماهيري خافت في ملعب فرنسا وصافرات استهجان.
وسجل ملعب فرنسا حضوراً جماهيرياً ضعيفاً جداً، إذ كشف موقع راديو أر أم سي سبورت الفرنسي، أنه الأضعف في تاريخ الملعب، وتراوح بين 15 و20 ألف مشجع، وأقل من الرقم الماضي المسجل في لقاء فرنسا ونيوزيلندا عام 2003، بينما سخر المعلقون من الحضور الأمني الكبير، وذكروا أنه أكبر من حضور الجماهير.
وانطلقت صافرات الاستهجان لحظة عزف نشيد منتخب الاحتلال الإسرائيلي قبيل ضربة انطلاقة المباراة أمام منتخب فرنسا صاحب الأرض، حين أطلق الحاضرون الصفير احتجاجاً عليه وعلى اللاعبين رغم قلّة المتفرجين، مع العلم أن المدرجات شهدت بعض التوترات والمشاحنات في الشوط الأول، رغم قلّة الحاضرين والتعزيزات الأمنية.
وانطلقت الأحداث الأولى بعد مرور عشر دقائق على بداية المواجهة، بين مشجعين إسرائيليين وفرنسيين، خلف مرمى حارس الديوك، مايك مانيان، مما استلزم تدخل الأمن، عبر وضع حبل أزرق يفصل الطرفين. وذكر موقع راديو "بي إف أم" الفرنسي، أن مجموعة من ألتراس الإسرائيليين كانت وراء أحداث الشغب، بعدما اعتدوا على نظرائهم الفرنسيين لفظياً في بداية الأمر، قبل أن تتطور الأحداث إلى الضرب، مما دفع قوات الأمن للتدخل وفض الشجار، لتستدعى على إثرها وحدات ثانية من قوات مكافحة الشغب، مما ساهم في إعادة الهدوء إلى المدرجات.
وأظهر أحد مشجعي المنتخب الفرنسي دعمه اللامحدود للقضية الفلسطينية، بعدما رفع علم فلسطين في المدرجات بالملعب، رغم الإجراءات الصارمة التي أعلنتها الحكومة الفرنسية بمنع جميع الأعلام بخلاف علمي فرنسا ومنتخب الاحتلال الإسرائيلي. ونشر الشاب إيمانويل هوارو صورته في الملعب مع علم فلسطين، ووجه رسالةً خاصةً لوزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، الذي كان قد اتخذ قرار منع الأعلام الفلسطينية، وكتب: "لا يمكن لأي إجراء يقيد حرية التعبير أن يجعلنا ننسى المذبحة المستمرّة ضد المدنيين في غزّة، برونو ريتايو.. فلسطين حرّة".