في المرمى
ليلة سقوط الكبار
فايز نصّار- القدس الرياضي
بالمليان ضُرِبَت الأنديّة الكبرى في بعض مباريات الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، التي شهدت سقوطاً مدوياً للملكيّ في عُقر داره، وأفول نجم السيتيزن في لشبونة، وقهر باير ليفركوزن في ليفربول. وجمعت موقعة البرنابيو فريقين يملكان في جعبتهما 22 لقباً أوروبيّا، منها 15 لقباً للملكيّ، وسبعة ألقاب للروسونيري، ولعب الريال مباراة قاسيّة شهدت غيابه عن المنافسة، بسبب تأجيل مباراته مع فالنسيا على خلفيّة الفيضانات المدمرة، حيث كان رفاق مبابي يُمنّون النفس بالعودة لشخصية البطل، التي افتقدها رجال أنشيلوتي في الكلاسيكو، يوم سلموا مفاتيح الشوط الثاني لكتيبة فليك بأسلوبها الجديد.
وعرف ميلان- الذي يحتل المركز السابع في الكالتشيو- كيف يُروّض أسود مدريد، وسجل ثلاثة أهداف كان يمكن أن تكون أكثر، فيما اكتفى المدريديّ بهدف من ضربة جزاء، لأنّ نجميه مبابي وفينيسيوس ليسوا في الفورمة، بسبب معارك الأول الماليّة تحت الطاولة مع الباريسيّ، وبسبب ملف لم يُثبت ادانته عند قاضي التحقيق السويديّ، فيما يحتاج فيني إلى فترة لاسترجاع تركيزه بعد صدمة الكرة الذهبيّة، التي ظنّ الجميع أنّ النجم البرازيلي توّج بها، قبل تَغير مسارها لنجم السيتي رودري.
ويبدو أنّ فريق غوارديولا سيدفع ثمناً غالياً لغياب صاحب الكرة الذهبيّة، الذي طالما شكل همزة وصل السماويّ ورُمانة ميزانه، وطالما كان مؤثراً في انتصارات السيتيزن في المباريات، وحصده للبطولات، بدليل أنّ مان سيتي خسر آخر ثلاث مباريات في ثلاث بطولات، أمام توتنهام، وبورنموث، وسبورتينغ لشبونة، الذي عرف كيف يمتص فورة رفاق هالاند في الشوط الأول، وباغتهم بثلاثة أهداف، دفعت النجم السويديّ غيوكيريس إلى طليعة هدافي العالم، ورفعت من رصيد المدرب أموريم، الذي يجهز حقائب السفر إلى مانشستر، للإشراف على اليونايتد المترنح، بعد نتائج كارثية في عهدة الهولنديّ تين هاغ.
وعلى عكس السيتي ضرب متصدر البريميرليغ ليفربول بقوة أمام ضيفه باير ليفركوزن، ليواصل رفاق صلاح تصدر المسابقة بكفاءة واقتدار، بعد امطارهم مرمى فريق لاعبهم السابق تشابي ألونسو برباعيّة نظيفة، سجل منها لويس دياز هاتريك، بمعنى أنّ الليفر لم يتأثر برحيل يورغن كلوب، ويواصل التألق في عهدة المدرب أرنه سلوت، بينما بدا وكأن ليفركوزن افتقد روح الانتصارات، التي ساهمت في فوزه بلقب البوندسليغا في الموسم الماضي. وكانت الجولة غزيرة في الأهداف، ففاز دينامو زغرب الكروانيّ خارج أرضه على براتيسلافا السلوفاكي بأربعة اهداف لهدف، وسحق أيندهوفن الهولندي جيرونا الإسبانيّ برباعيّة نظيفة، وفاز سيلتك" الفلسطينيّ"، على لايبزغ الألمانيّ 3-1. سيقول من يحكمون على الشوط والمباراة: إنّ الفريق الفلاني مرشح، وإنّ الفريق الزيدانيّ فقد فرصته، وأقول: ما زال الوقت مبكراً للحكم، لأنّ هناك أربع مباريات كاملة، وبعدها هناك ملحق يمنح المزيد من الفرص لمن يرتبون أوراقهم في الوقت المناسب.