في المرمى
صراع الذهب
فايز نصّار- القدس الرياضي
تصاعد الجدل حول أحقيّة الإسبانيّ رودري بكرة فرانس فوتبول الذهبية، وكوّنه" سرقها" من فينيسيوس، كما يجمع عشاق السامبا والميرنغي، الذين عبروا عن غضب عارم، وصبّوا اللعنات على المنظمين والمصوتين.
بعيداً عن هذا الجدل الصاخب، انتزع القطري أكرم عفيف لقب أفضل لاعب آسيويّ للسنة الثانيّة على التوالي، وسارت الأمور بهدوء، بالنظر لفارق الأهمية بين التاجين، وتفرد عفيف بقيادة العنابيّ لعرش آسيا.
كانت المنافسة رياضيّة بين غريب الشَعر القطريّ، واليزن الأردنيّ، وسيول الكوريّ، ولكنّ عفيف حظي بقصب السبق كونه فارس قطر الأول، وأفضل لاعب في كأس آسيا، وهداف البطولة، ناهيك عن دوره في إنجازات فريقه السدّ محلياً.
ومع انتزاع النشامى للمركز الثاني في كأس آسيا نافس يزن النعيمات على لقب الأفضل في آسيا، ونافس رفيقه موسى التعمري الكوري سون، والايراني طارمي على جائزة أفضل المحترفين خارج القارة، بما يوحي بالمكانة التي أصبحت تحظى بها الكرة الأردنيّة.
فرحنا لفوز العفيف بتاج آسيا، وفرحنا لتقدم النعيمات والتعمري، وسنفرح بعد أسبوعين إذا توّج أشرف حكيمي بلقب نجم افريقيا الأول، الذي يتنافس فيه مع عدد من النجوم، من بينهم مواطنه سفيان رحيمي، والجزائري أمين غويري.
ذكرني غويري هذا بفوز الجزائر بكرتين ذهبيتين، لأنّ كُلّ الأيمان المغلّظة لن تقنع "عنصريّ" فرنسا بأنّهما ليسا جزائريين، ويحملان الجينات الجزائريّة، التي ذكر بها معلق فرنسيّ يوم نطح زيدان ماتيرازي بقوله: "هذه عقليّة جزائريّة".
قياساً على ذلك، أرى أنّ فلسطين بدورها فازت بالجائزة سنة 1965، بواسطة عمر سيفوري "الصفوريّ"، الذي هاجر أبواه إلى البلاد الفضية، ولعب لمنتخبي الارجنتين وايطاليا، ودليل ذلك ما رواه لي نجم الخمسينات علي أبو حمدة، الذي حصل على المعلومة من شقيق عمر.
قبل ذلك ظهر نجم فلسطينيّ تألق في حيفا، وحمل نجوميته إلى الأردن وسوريا، وحاول الآرسنال ضمه قبل النكبة، إنّه جبرا الزرقا، الذي كان يمكنه الحصول على هذه الكرة، ويضمن الفوز بلقب الأفضل في آسيا، تماماً كما كان من الممكن أن يكون نجومنا مروان كنفاني، وفؤاد ابو غيدا، وأحمد عليان، وابراهيم المغربيّ، وجمال الخطيب، من بين المتوجين في آسيا على أقصل تقدير.
وكان من الممكن أن يكون هداف الأهلي وسام أبو علي في حفل مراكش لاختيار الأفضل افريقيا يوم 16 كانون أول القادم، ولكنّ هداف الدوري المصري- الذي حصل على خمسة ألقاب في بضعة أشهر- دخل المنافسة في ميركاتو الشتاء، في انتظار أن يحسب الخبراءُ حِسابه في النسخة القادمة.