في المرمى
شيء من برشلونة
فايز نصّار- القدس الرياضي
قبل 33 سنة أهداني خبير كرة القدم العراقيّ المرحوم واثق ناجي كتابه" 99 مشكلة تكتيكيّة" الذي تشارك في تأليفه مع المرحوم ثامر محسن، وفيه حلّ للمشكلة التي تواجه الفريق عندما يلعب مع منافس يعتمد التسلل كخطٍّ ومصيدة، كما كان يفعل الأرثوذكسي البيجالي في السبعينات، بعروضه الجميلة، التي سبقت زمانه.
يرى الناجي بأنّ معالجة الأمر يقتضي اعتماد المناولات القصيرة" واحد اثنين" أو أن يلعب النجم الكرة لنفسه وراء الخطّ، أو أن يعتمد الفريق الكرات الطويلة للاعبين يناورون في الخطّ الأمامي، ويملكون السرعة والحذر من المصيدة القاتلة، أو اعتماد الكرات العرضية بحثاً عن ثغرة دفاعية.
لا أقول: إن المخضرم أنشيلوتي لا يعرف هذه الأمور، التي تدرس في أكاديميات كرة القدم، ولكن يبدو أن ما وعدنا به من خطة لوقف انتفاضة برشلونة لم يحسب حساب الخطّ، الذي يقوده المراهق كوبارسي، والذي نجح في إيقاع المرشح للكرة الذهبية مبابي ثماني مرات في الفخّ، بما أنقذ البلوغرانا من الغضب المدريديّ، وخاصة في الشوط الأول.
المهم أنّ الكلاسيكو انتهى بعرض استحضر لمحبي البرشا شيئاً من الوجه الجميل لفريقهم، الذي كانت أوروبا تسهر على إيقاع عروضه كاملة الأوصاف، التي كان يقودها الملهم ليونيل ميسي، ومعه ثلاثي الوسط الذهبي تشافي و إنييستا وبوسكيتش.
أتفق مع نجم تونس الكبير طارق ذياب في أنّ أفضل صفقة عقدها برشلونة هذا الموسم استقدام الألماني فليك على رأس العارضة الفنيّة للفريق، فكان أول عمل قام به الرجل تنظيف الكتيبة الجديدة من الكهول والمشاغبين، فتخلص من غوندوغان، وفيليكس، وروبيرتو، وكانسيلو، والونسو، ومنح ثقة غير محدودة لخريجي أكاديمية لاماسيا، مع العمل بصمت على رفع الجاهزيّة البدنيّة للفريق، الذي أصبح ظهوره لافتاً في الشوط الثاني لمبارياته.
والأهم أنّ فليك عالج العقم التهديفي لبرشلونة، فأصبحت الفاعلية سيّدة الموقف، وفي الأمر عمل نفسيّ مع المخضرم ليفاندوفسكي، والموهوب رافينيا، الذي كان يعيش في جلباب ديمبلي، والواعد المغربيّ الأصل الأمين جمال، الذي يبدو أنّه يسير على خطى ملهمه ليونيل.
لاحظت أنّ برشلونة لعب أخر المباراة بثمانيّة لاعبين إسبان، معظمهم من خريجي أكاديميته، ولاحظت أنّ أعمار معظمهم أقل من 25 سنة، وبينهم لاعبان لا يتجاوز سنّهم 17 سنة، فيما لم يلعب الريال إلا بلاعب إسبانيّ واحد، إضافة إلى أنّ إصابة حارسي الفريقين تير شتيعن وكورتوا، عوّضه حضور بينيا مع برشلونة، على عكس لونين في الريال.
استمتع محبو الكرة الجميلة بلقاء مثير، حسمه البرشا بحيويّة الواعدين، وكان يمكن أن تتغير الأمور لو أحسن مرشحو الكرة الذهبية فينيسيوس ومبابي في حلّ طلاسم خطة التسلل البرشلونيّة.