التجربة القطرية

فايز نصار

()

  • 1 مقال

كاتب وناقد رياضي

في المرمى

التجربة القطريّة

فايز نصّار- القدس الرياضيّ

جرَّني فراغ الجمعة إلى متابعة مباراة في دوري النجوم العراقي، فاز فيها نادي زاخو على نوارس بغداد "الزوراء" بثلاثة أهداف لهدفين، في خضم عرض كرويّ راقَ صاحب هذه الكلمات. 

رغم تراجع نتائج أندية بلاد الرافدين في البطولات الآسيوية، حيث تعادل الشرطة مع باختكور الأوزبكي، وخسر القوة الجويّة من الخالدية البحراني، تؤكد المباراة التحسن الكبير في مستوى وتنظيم الدوري العراقي، الذي يستفيد من المشاركة الإسبانيّة في إخراجه.

لفت انتباهي أنّ مدرب زاخو هو القطري طلال البلوشي، الذي حفظنا اسمه، عندما كان أحد فرسان الكتيبة العنابيّة، وذكرني الأمر بقيادة القطري " الفلسطينيّ الأصل" وسام رزق للعارضة الفنيّة للقوّة الجويّة، والأمر غريب، لأنّ ما نعرفه أنّ قطر، التي تملك مساحة كرويّة تفوق مساحتها الجغرافيّة تعودت استقدام المدربين، ولم نسمع عن مدربين قطريين ينشطون خارج البلد، وحتى الأندية القطريّة نفسها معظم مدربيها ليسوا قطريين.

لا أعتقد أن مدربي قطر الواعدين يتوقفون عند تفاصيل العقد المالية، لأنّ هدفهم الحصول على فرصة، واكتساب الخبرة، قبل العودة للوطن، وتدريب الفرق والمنتخبات هناك، رغم علمنا المسبق بأنّ الأنديّة العراقيّة أصبحت تنفق ببذخ على المدربين والنجوم القادمين من وراء الحدود، بفضل الاحتضان الدافئ للمؤسسات.

ذكرني الخبر بتغريدة على مواقع التواصل اتهمت قطر بمحاولة تدمير النجوم العرب، بما يخدم مصالح رفاق أكرم عفيف مستقبلاً، بدليل تهميش النجم السوري الكبير عمر السومة في النادي العربي، والنجم الأردني يزن النعيمات، الذي لا يأخذ فرصته كاملة مع النادي العربي، وقائد المنتخب العراقيّ أيمن حسين، الذي لا يلعب كثيراً مع نادي الخور. 

لا أعتقد أنّ الأمر مقصود، لأنّ الأندية القطريّة- التي تنفق على الكرة المستديرة دون حساب- يهمها الاستفادة من تجليات النجوم المؤثرين، والهداف- كما تعرفون- عملة نادرة، ويحظى بالرعاية والدلال من المسؤولين والفنيين على حد سواء. 

كلام غير مقنع، لأنّ قطر وضعت الخطط لنهوض كرويّ يشارك فيه الجميع، ويخدم كرة القدم القطرية والعربيّة والدوليّة، بدليل توافد الأندية الأوروبيّة على العَسكَرة الشتويّة في الدوحة، ومساهمة قطر في علاج كثير من الرياضيين المصابين.

فكرة جيدة أن نشاهد مدربين عرب ينتشرون في الدول العربية الأخرى، وتجربة الأردن في هذا المجال أثمرت كثيراً، حيث اعتمد النشامى في العقديّن الماضيين على المرحوم محمود الجوهري، وعدنان حمد، وحسام حسن، وحسين عموته، وجمال السلامي.