في المرمى
فينيسيوس ورافينيا
فايز نصّار- القدس الرياضي
حققت الكرة الإسبانيّة فوزين عريضين على نظيرتها الألمانيّة، ضمن بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، التي تنظم بدءاً من هذا الموسم بشكل غريب وعجيب، حيث تلتقي الأنديّة مع منافسيها بعيداً عن قيود المجموعات، ويعتمد الترتيب حاصل النقاط الجماعيّ، للأنديّة ال 36 التي تشارك في البطولة.
واصلت إسبانيا فرضت هيمنتها على الكرة الأوروبية والعالميّة، بعد تتويجها الصيف الماضي بلقب أمم أوروبا، وذهبيّة الأولمبياد، بعد أسابيع من تربع الملكي على عرش الشامبيونزليغ على حساب دورتموند الألمانيّ، الذي ظنّ أن تقدمه بهدفين حسم موقعة البرنابيو، ولكنّ الأبيض الملكيّ ضرب الألمان بأهم أسلحتهم، حيث قاتل أبناء إنشيلوتي حتى أخر طلقة، وسحقوا الفريق البروسيّ بخماسيّة.
شهدت المباراة تألق فينيسيوس، الذي وقع على هاتريك أرسل رسالة إلى جميع المنافسين، ملخصها أنّ الريال عازم على مواصلة هيمنته على بطولة أوروبا الأهم، مع رسالة أكثر أهميّة من فيني، الذي رشّ الملح على من شككوا بنزاهته، وكونه ادعى الإصابة ليستريح من مشقة السفر الطويل مع منتخب بلاده، استعدادا لمعركتي دورتموند والكلاسيسكو، والأهم أنّ الأسمرانيّ أسكت من جلدوه بكلام غير مباح، بعد مجاهرته بطلب نقل المونديال من إسبانيا بسبب الأجواء العنصريّة.
غاب فينيسيوس عن منتخب السامبا، فتوهج رفيقه رافينيا، الذي سجل للبرازيل هدفين من ضربتي جزاء، وعاد لينسج على منواله، بتوقيع هاتريك مثير في مرمى البايرن، فقاد البلوغرانا لفكّ عقدة البايرن، الذي عذبت نتائجه الفريق الكتلوني خلال السنوات الماضية، وضرب شباكه بثمانية أهداف، عندما كان العالم يواجه جائحة كورونا.
توجَّس محبو البرشا من مواجهة فريقهم الصعبة مع البافاري، ووضعوا أيديهم على قلوبهم خلال ربع ساعة تلت هدف رافينا المبكر، لأنّ رفاق كين بسطوا افضليتهم في الملعب، وسجلوا هدفين، احتسب أحدهما، وألغي الآخر، مستفيدين من اعتماد المدرب المحنك فليك خطة دفاع الخطّ الصارمة، بما قلل من اقتراب بايرن من مرمى بينيا، ولكنّه حرم أبناء مدرة لاماسيا من المساحة، التي يبدعون في استغلالها لاستعراض إبداعاتهم.
مرت الأمور بسلام على برشلونة والريال، ليتقدم الكبيران في البطولة، في انتظار مباراتهم الحاسمة يوم السبت، عندما يجمعهما كلاسيكو جديد، يتمنى الملكي أنّ يكون مناسبة لإيقاف توهج برشلونة الجديد، فيما يتمنى الواعد الأمين جمال أنّ يعيد للأذهان أيام سطوة ملهمه ميسي، الذي طالما قاد البرشا لتقديم أجمل العروض في معقل الريال.
بعد ابتعاد نجم السيتي رودري، الذي توّج بكلّ شيء مع فريقه ومنتخب بلاده في السنيتين الماضيتين، يبدو أنّ الميدان يخلو لأم حميدان، ليصبح فيني المرشح الأبرز لذهب أوروبا، في انتظار مزيد من التألق لرافينيا، الذي سيكون من المرشحين في السنوات القادمة، إذا تواصلت بصماته المؤثرة في الملاعب.