في المرمى
في مرمى النيران
فايز نصّار- القدس الرياضي
كان الله في عون الأشقاء السعوديين، الذين جَلطهم المدرب مانشيني، الذي يتقاضى 28 مليون دولار سنويا، ولم يخرج من ثلاث مباريات لعبها على أرضه إلا بنقطتين، فخسر من الساموراي بهدفين، وتعادل مع المثابر الاندونيسيّ، والعنيد البحرانيّ.
تردد مانيشي في قبول مهمة تدريب صقور نجد والحجاز، بعد استشارته لكبار المدربين الذين سبقوه للمهمة، ولكنّ لُعابه سال أمام إغراء الأصفر الرنان، فترك منتخب الآزوري- الذي قاده لسلسلة غير مسبوقة، لم يخسر خلالها في 37 مباراة، معتلياً عرش أوروبا- وجاء لصحراء العرب في مهمة غير مضمونة العواقب.
لم يسلم مانشيني من ألسنة السعوديين المطالبين بطرده، فيما يتردد المسؤولون هناك في الأمر، في انتظار تسويّة قد تجعل الرجل لا يطالب بكامل مستحقاته، كما ينص ّعليها عقده.
ولا جديد في كون المدربين دائماً في مرمى النيران، التي تلاحقهم أياً كانت النتائج.. دليل كلامي أنّه رغم تصدر كوريا لمجموعتها بعلامة شبه كاملة، سخر الكوريون من مدربهم هونغ خلال مباراة العراق، ووصف مشجعو النشامى المدرب المغربي جمال السلامي بأوصاف غير رياضيّة بعد استسلامه أمام الشمشون في ستاد عمّان، قبل عودتهم للتصفيق بحرارة للرجل نفسه، بعد مهرجان النشامى أمام السلطنة.
وفي مسقط حظي المدرب الوطني رشيد جابر- الذي خلف تشيلافي - بحفاوة غير مسبوقة بعد استعراضه الرباعيّ أمام الكويت، ولكنّ المطبلين عادوا لصبّ اللعنات على هذا الرشيد بعد سقوطه بالأربعة أمام الأردن، فيما تعرض مدرب العراق كاساس لنقد جارح، رغم حصول المنتخب على سبع نقاط في أربع مباريات، وطالبت جماهير "كراج حويدر" بإقالة الرجل الإسبانيّ، لأنّه لم يحسن استخراج كلّ إمكانيات أسود الرافدين.
وفي مصر، لن يحصل حسام حسن على رضا الصحافة والجمهور ولو حرص، ويواجه أسطورة النيل نقدا رغم تحقيقه النتائج المطلوبة، والأمر نفسه واجهه مدرب الجزائر السابق جمال بلماضي، الذي حقق إنجازا مهما، بعدم الخسارة في 35 مباراة، وتربع على عرش افريقيا، ورغم ذلك استبدلوه بمدرب سويسريّ.
ولم يسلم مدربو الفدائي من سياط المنتقدين في العشريّة الماضية، وينقسم هؤلاء إلى مجموعتين، الأولى لن يعجبها العجب، ولا الصيام في رجب، ونال جميع مدربينا من ألسنتها ما يقض المضاجع، وتنوء بحمله الراسيات ، فيما تضم المجموعة الثانية مهنيين يجب أن يُسمع صوتهم، وهؤلاء يُجمعوا على ضرورة إجراء تغيير في العارضة الفنيّة للفدائي.
هناك شبه إجماع على ضرورة إجراء تغيير فنيّ قبل العودة للتنافس بعد شهر، في انتظار قرار تاريخيّ يحدث تغييرا حكيما، قد يساهم في تحقيق أحلامنا، ولو بالوصول للملحق.