في المرمى
صرعات الكرة الأفريقية
فايز نصّار- القدس الرياضي
قبل ثلاثين سنة قال الجوهرة بيليه: إن مستقبل كرة القدم العالميّة في افريقيا، لتصبح نبوءة الملك حقيقة في ملاعب العالم، حيث أضحى نجوم القارة السمراء بين خيرة نجوم الكرة في، وأصارت الأندية والمنتخبات الأفريقية تشكل حالة محترمة في كلّ الدنيا.
دليل ذلك وجود مئات النجوم السمر، الذين جنَّستهم منتخبات القارة العتيقة، والظهور المشرف للنادي الأهلي في مونديال الأندية، والنتائج الرائعة، التي حققتها المنتخبات الافريقية في المنافسات الدوليّة، وخاصة في كأس العالم، وآخرها وصول أسود الاطلس إلى دور الأربعة في مونديال قطر.
ولكن يرى العارفون بأن الكرة الأفريقيّة كان يمكن أن تحقق نتائج أفضل، لأنّ إمكانيات طاقات أفريقيا الكرويّة تفوق النتائج المحققة، بسبب سوء تنظيم البطولات، والفساد الذي يتحدث عنه الكثيرون في الاتحاد الافريقيّ.
لم يعالج الاتحاد الأفريقيّ مهنياً النزاع بين نادي اتحاد الجزائر، ونادي نهضة بركان، على خلفية الخارطة، التي كان يمكن أن يوجه اتحاد موتسيبي بتأجيل اعتمادها في انتظار فتوى اللجان المختصة، ولكنّ التلكؤ جعل ممثلي المغرب والجزائر يتمسكان بمواقف غير رياضيّة، فضاعت على عشاق الفريقين 180 دقيقة لعب.
أول أمس عاد لاعبو نيجيريا من ليبيا دون لعب مباراة المنتخبين، التي كان مقررة، مدعين تعقيد وصولهم عبر مطار بنغازي، وترحيل رحلة المنتخب إلى مطار الأبرق، الذي يبعد 300 كلم، حيث مكثوا- كما يقولون- 15 ساعة، قبل رفضهم السفر بالحافلة إلى ضاحية بنغازي، زاعمين بأنّهم تعرضوا ل"معاملة غير إنسانية" عشية مواجهة بين المنتخبين ضمن تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025.
وذهب محللون إلى كون ما حدث مثّل ردّة فعل ليبيّة على ما تعرض له المنتخب الليبي في رحلته إلى نيجيريا منذ أيام، حيث أرغم على السفر أكثر من مئتي كلم.. وعرض ليبيون صوراً لسفر المنتخب عبر طرق ترابيّة مظلمة إلى ملعب المباراة، وانتشرت صور للاعبي المنتخب الليبي وهم يفترشون أرضية المطار ..
وعلق اللاعب فيصل البدري، عليها قائلا: " تعرضنا لتفتيش شامل داخل الطائرة استغرق ساعة، بالإضافة إلى تأخير في النقل بين المدن دام ثلاث ساعات، رغم استخدام طائرة خاصة".
وتمّ إبلاغ المسؤولين بعدم وجود دورية شرطة لتأمين البعثة، وسلك المنتخب مسارات غير معبدة في ظلام دامس، واستغرقت الرحلة 5 ساعات في ظروف محفوفة بالمخاطر. ودافع الاتحاد الليبي عن نفسه ببيان، زعم فيه أنّ الأمر يتعلق بخلل فنيّ لا أكثر ولا أقل، بما سيضع على طاولة ال"كاف" ملفاً ثقيلا، بحاجة إلى إجراءات صارمة، حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث، التي تفرمل قطار الكرة الأفريقية.