في المرمى
كلام مصريّ كبير
فايز نصّار- القدس الرياضي
كلام كبير صدر عن أسطورةِ الكرة المصريّة محمد أبو تريكة، الذي سجل كثيراً من الأهداف في مداخلته التي بدت للبعض وكأنّها استطراد، وخروج عن النصّ الكرويّ بين شوطيّ كلاسيكو العاصمة الإسبانيّة مدريد، الذي انتهى بلا غلب ولا مغلوب، وسط أجواء مشحونة.
كما صرح للقدس الرياضي منذ أسابيع المعلق التونسيّ عصام الشوالي، أكد أبو تريكة حريّة العاملين في البي ان سبورت في التعبير عن مواقفهم، وقال: "مفيش تعليمات نقول إيه، ومنقولش إيه".
صفق من يرضون بمتابعة الكرة في هذه الظروف للنجم الذي رزقه الله موهبة في قدمه، وجرأة في لسانه، والذي طالما عانى من التهميش في بلده، بسبب مواقفه السياسيّة، التي يرى أنّها تقترب من نبض الجماهير، وذهب في كلامه سهرة الأحد إلى أنّ وظيفته ليست مشاهدة الكرة فقط، وقال: " أنت مش جاي تتفرج على كورة بس.. في مشاكل في المجتمع لازم تواجهها".
ودخل أبو تريكة في صميم الموضوع، عندما وضح أنّ رسالة المحللين هي التوعيّة والتثقيف، وأنّ دورهم لا يقتصر على تناول قصة كرة تحولت إلى هدف، أو خطة 4-4-2، موضحاً " لو دوري هيبقى كده، هقعد في البيت.. بي ان سبورت قناة كبيرة، ودورها مش في الرياضة فقط.. واللي زعلان يطفي التلفزيون".
وصفق من سمعوا بتعليقات محمد المصريّ صباحاُ لكلامه الشهم، الذي ينسجم مع سرديّة الشارع العربي، ويتألم لما يحصل في فلسطين ولبنان، ويقف عاجزاً أمام الموج العالي، الذي لم يكن له أن يكون، لولا الفرقة والخذلان.
قد يقول قائل: لماذا يضيع أبو تريكة الوقت في الحديث عن الجلد المنفوخ، وجيش الروم على أبواب بيروت؟ والسؤال ينسجم مع توجه في الشارع الفلسطينيّ حول جدوى مشاركات منتخباتنا في الاستحقاقات الدوليّة، وجثث الشهداء ما زالت تحت الأنقاض، والكلام مفهوم، إذا كان من يستغرقون في هذا الجدل يرابضون في الخطوط الأماميّة، وإذا كانوا يستطيعون فعل شيء أفضل مما قام به تريكة، الذي خدم الرواية الفلسطينيّة المناضلة أكثر من كثير من وسائل الإعلام، بما يعزز ما قام به رامي حمادة، الذي لفت أنظار العالمين بصموده في مواجهة شمشون كوريا في قلب العاصمة الكوريّة.
نصفق لكابتن مصر السابق محمد أبو تريكة، الذي صنع مجداً لم يصله إلا القليلون في الملاعب، وها هو يصنع مجداً لا يقل أهمية في بلاتوهات التحليل، التي يحولها لمنصات تخدم قضيتنا، وتدافع عن المظلومين في فلسطين ولبنان، معبراً عن غضب الرياضيين العرب من المجازر، التي يرتكبها جيش الاحتلال.
أحسن تريكة الأهلي توصيف أوضاعنا، فليحترم كلّ منا حصافة رأيه، حتى لو اختلفنا معه في بعض الأمور، التي تتصل بترتيب الأرائك داخل البيت، ولا علاقة لها بالتناقض التاريخيّ مع يخطط لهدم كلّ البيوت.