في المرمى
طرائف الملاعب
فايز نصّار- القدس الرياضي
حرصت في لقاءاتي مع نجوم الكرة الفلسطينيّة على سؤالهم عن طرائف رياضيّة حصلت معهم في الملاعب، بما شكل مادة لكتاب" طرائف الملاعب" الذي ينتظر توفر الأخضر الرنان لطباعته ونشره.
وشملت الطرائف التي جمعتها نوادر حصلت في ملاعب فلسطين، مع باب خاص بطرائف الأشقاء العرب الرياضيّة، وكثير منها تتصل بنجوم أمّ الكنانة، الذين لا يتوقفون عن الفكاهة. سنة 1988 أهدى لي نجم مصر المثير للجدل أحمد شوبير رائعة الراحل نجيب المستكاوي كتاب" ابن بطولة الرياضي" وهو مدوّنة مشوقة، جمعت ما تيسر لجهبذ الإعلام الرياضيّ من نوادر وطرائف حصلت معه في ميادين الرياضة، وفيه إطلالة على يافا الفلسطينيّة، التي مرّ بها قبل سنة 1948 في طريقه إلى لبنان، وكان يشتري حبة البرتقال بِساغ واحد.
يتحدث المستكاوي عن المشاركة المصريّة في أولمبياد طوكيو 1994، يوم احتل أبناء النيل المركز الرابع في مسابقة الكرة، بفضل النجوم المعروفين فتحي خورشيد، ويكن حسين، وأمين الإسناوي، ونبيل نصير، ومصطفى رياض، وبدوي عبدالفتاح، وطه إسماعيل، ويتوقف نجيب الصحافة عند حادثة المصعد، عندما دخل في بطنه، مع المعلق الكابتن لطيف، ودخل معهما صحفيان مصريان، لا يقل وزن الواحد منهم عن تسعين كلغم، ولمّا رفض المصعد اوامر التحرك، تدخل بوّاب العمارة الياباني، فقال لهم: يجب أن ينزل أحدكم، فاحتج المستكاوي قائلاً: ولكن مكتوب أنّه لأربعة أشخاص، فرد اليابانيّ، أربعة يابانيين، بما يساوي مصريين فقط! ومن الطرائف الكروية، التي يتداولها الأشقاء المصريون، ما يتداوله شارع النوادر الرياضية المصريّة أنّه: في احدى مباريات الأهلي والاسماعيلي، كان هناك صراع بين مهاجم الاسماعيلي عماد سليمان، ومدافع الأهلي محمد حشيش، فقال معلق المباراة محمود بكر: " عماد سليمان بيجري .. ومعاه حشيش، بيجري .. ومعاه حشيش".
وهذه وحدة من آلاف" القفشات"، والنكات الفكاهية، التي أصبحت جزءاً من حياة الشارع الرياضي المصري، الذي تذهب به خفة دمّه لتورِيات، واسقاطات، تحبك النكات الفكاهيّة من الأمور العاديّة.
من ذلك ما حصل في مباراة جمعت منتخب مصر بشقيقه السوري على الأرض السورية، حيث احتج فاروق جعفر من تجني الحكم السوري، فأشهر الحكم في وجهه البطاقة الصفراء، ثم البطاقة الحمراء، ولمّا رفض "روقة" الخروج، صفعه الحكم، فثارت ثائرة النجم الزملكلاويّ .. ليتدخل المدرب المصري الراحل محمد الجندي، الذي أمسك بفاروق محاولاً إخراجه، فصرخ فاروق: "عايز أعرف ازاي بيضربني ألم ؟ " .. فرد عليه الجندي: "المادة خمسة، صفحة أربعطعشر".
بحمد الله، كتبت عن كثير من طرائف الميادين الرياضية، محلياً وعربيا، وأملي أن يبادر من يهدرون وقتهم في جدل غير مجد حول ركلة جزاء للريال، أو هدف ملغى لبرشلونة إلى كتابة شيء من تراثنا الرياضي الثريّ.