كباتن المنتخب الفلسطيني
الخليل- كتب فايز نصًار/
لا توجد مدرسة عالمية موحدة في اختيار قادة الأندية والمنتخبات ، فيتمّ اختيار الكباتن تبعاً لتأثير اللاعب ونجوميته، أو حسب سنّه ، أو لشخصيته القوية وحضوره ، أو لعدد المباريات التي لعبها مع الفريق ، وربما يتم اختيار اللعب الأكثر مشاهدة للملعب، كحارس المرمى، أو قائد الدفاع.. ولكن الطريقة الأكثر شيوعاً تكليف النجم الٌأقدم في الفريق أو المنتخب قائداً ، وأعتقد أنّ هذه الطريقة هي المتبعة في منتخبنا حالياً .
وبعد مشاركاته المثيرة للجدل في تصفيات مونديالي ايطاليا وفرنسا في الثلاثينات، بدأت ملامح المنتخب الوطني الفلسطيني تتبلور منذ مطلع الخمسينات، عندما شارك منتخبنا الفلسطيني في الدورة الرياضية العربية الأولى في الاسكندرية سنة 1953.
وكان الضبع الأسود عبد الكريم عبد المعطي قائد منتخبنا ، الذي شارك في تلك الدورة ، حيث تعرض الفدائي القديم لعدة خسائر ، وكان المنتخب وقتها يضم لاعبين من قطاع غزة، الذي كان خاضعاً للإدارة المصرية. وحقق الفدائيون أفضل النتائج في الدورة الرياضية العربية الرابعة، التي استضافتها القاهرة سنة 1965، بقيادة كابتن المنتخب حارس الأهلي المصري مروان كنفاني، الذي حمل الشارة في غيابه ، لاعب الأهلي ، الذي احترف في اليونان ابراهيم المغربي ، حيث شارك المنتخب في بطولة مرديكا، وفي بطولة كأس العرب الثانية في بغداد، التي اختير فيها المهاجم حسام السمري ضمن منتخب العرب، فيما حملها في أسبوع التضامن مع الشعب فلسطيني بالكويت لاعب الأهلي فؤاد أبو غيدا.
وفي تلك الاثناء كان منتخب فلسطين – المشكل من نجوم القطاع – يلعب بعض المباريات هنا وهناك ، وكان كابتنه كبير اللاعبين سعيد الحسيني، أو ابراهيم المغربي " أبو خليل " – وهو غير نجم الأهلي المصري ابراهيم المغربي ، الذي تفتحت مواهبه في الملاعب السورية . وتزايد حضور المنتخب الفلسطيني في السبعينات، وكان نجومه من أبناء فلسطين في المهجر ، وخاصة في سوريا ولبنان والكويت والعراق ، ففي الدورة التي نظمت في سوريا مطلع سنة 1970 حمل شارة علي ابو حمدة ، ليشارك منتخبنا بعد ذلك في ثلاث نسخ من بطولة كأس فلسطين ، وفي دورة القنيطرة، حيث كان الكابتن عبد المنعم النعيمي ، أو أحمد عمورة ، أو نزيه زواوي ، أو نبيل حداد ، وحملها في مباراتين وديتين عمر حجير. وحمل نجم نادي الشرطة السوري موسى خليل الشارة في الثمانينات، وحملها بعده عدنان مجذوب ، وعاطف أبو حسان ، فيما حملها مطلع التسعينات ناصر سليم ، وذلك في جولة المنتخب في تونس وأوروبا .
ولا بدّ هنا من ذكر مباراتين جمعتا منتخبي الضفة والقطاع سنة 1984، وضمت المباراتان معظم نجوم الوطن في حقبة الثمانينات، وحمل شارة منتخب الضفة وقتها محمد الأسمر ، وحمل شارة منتخب القطاع زكريا مهدي .
وبعد توقيع تفاهمات اوسلو سنة 1993 ، لعب المنتخب مباراة شرفية مع قدامى نجوم فرنسا، وكان كابتن المنتخب جمال جود الله ، ليتولى قيادة المنتخب في رحلة بريطانيا 1996 نجم الهلال خضر عبيد ، الذي خلفه نجم شباب خانيونس ناهض الأشقر ، كابتن المنتخب في أول مباراة بالمعنى الحقيقي، والتي جمعت فلسطين بالأردن في افتتاح ستاد أريحا سنة 1997.
وحمل العميد صائب جندية شارة القيادة اطول مدة في تاريخ الفدائي، حيث كان القائد لمدة عشر سنوات ، بين سنتي 1999، و2008، وبعد اعتزال جندية تناوب على حمل الشارة كلّ من فادي لافي، ثم رمزي صالح، وعبد الله الصيداوي، وأحمد كشكش.
بعد ذلك أصبح فهد العتال كابتن المنتخب الوطني ، ولكن اصابته بالرباط ، وابتعاده لسنة ونيف حوّل الشارة للمدافع عبد اللطيف البهداري، قبل أن يصبح النجم الظهراوي الدمث مصعب البطاط كابتن المنتخب في غياب البهداري. ورغم السلاسة ، التي تناقل خلالها النجوم شارة القيادة معظم الأوقات، إلا أنّ بعض المحطات تسببت في ظهور بعض الاشكاليات، بسبب تغير معايير اختيار الكابتن، أو بسبب تنازع بين نجمين أو أكثر على الزعامة !