في المرمى
المهمة الأصعب
فايز نصّار- المحرر الرياضي بصحيفة القدس
قبل يومين من مواجهة الفدائي المصيريّة للشمشون الكوريّ في معقله بسيؤول، يتسلح الايجابيون ببصيص أمل، يساهمُ في خروج منتخبنا الوطني بنتيجة مقبولة، تكون منصة البداية لإنجاز تاريخيّ يفرح مُعذَّبي فلسطين في هذه التصفيات الصعبة.
يُراهنُ كثير من الفلسطينيين – وانا منهم – على عزيمة فرسان فلسطين، ولعبهم بمئة وعشرين في المئة، لعلَّهم يخرجوا من هذه الموقعة بالفوز، أو بالتعادل، أو بخسارة مشرفة، فيما يرى آخرون – وعندهم الحقّ- أنّ مهمة منتخبنا صعبة، لأنّه يواجه منتخباً يفوقنا عدة وعديدا، ويتقدم علينا سنوات طويلة في النضج والخبرة، والامكانيات البشريّة والماديّة.
في الحالين سنلعب المباراة، وقلوبنا مع منتخبنا، وسنصفق لأيّ نتيجة نخرج بها من المباراة، حتى لو خسرنا– لا سمح الله- فالفوارق بين المنتخبين، والظروف الصعبة التي يعيشها الوطن، تحتم علينا تقبل أيّ نتيجة، لأنّ التصفيات لا تنتهي بمباراة، فهناك تسع مباريات أخرى.
إذاً، بدأ الجدّ، وعلى أن يشمر عن سواعد العمل، والتركيز في المواجهة الأهم مع كوريا الجنوبية، قبل التفكير في المباريات القادمة، أمام منتخبات عربية نعرفها وتعرفنا، وخاصة منتخب النشامى، وبعده الكويت، والعراق، وسلطنة عُمان، في الطريق الشاقّ نحو المونديال.
قبل الحروب، يذهب المخططون إلى البحث نقاط قوة وضعف خصومهم، وفي كرة القدم يسهر الفنيون الليالي في دراسة منافسيهم، قبل وضع الخطط، والخطط البديلة، والخطط المضادة، والتخطيط -يا جماعة الخير- رأس الأمر في مثل هذه المباريات، وقد أصبحت المعلومات في المتناول، من خلال برنامج واي سكاوت، الذي يوفر كل التفاصيل عن جميع المنتخبات، بما يعني أنّ المعلومات عن الفدائيين متوفرة لدى المدير الفني الكوري هونج ميونج بو، تماماً كما انّ المعلومات عن الشمشون متوفرة للطاقم الفنيّ لمنتخبنا.
مهم جداّ ان تعرف منافسك، ومنافسنا يحتل المرتبة 23 على قائمة الفيفا، فيما يحتل منتخبنا المرتبة 96، بمعنى أنّه يتقدم علينا ب 73 درجة، وهو الذي فاز بكأس آسيا في أول نسختين، وترك في كلّ محطاتها بصمات لا تنسى.
والأهم، أنّ هذا الشمشون مثل آسيا في المونديال 11 مرة، ولم يغب عن النهائيات منذ 1986، وأكثر من ذلك فقد حقق المركز الرابع في نسخة 2002، التي استضافها مشاركة مع اليابان، وخرج من مونديال قطر بفوز على البرتغال، وتعادل مع أوروغواي.
ويعتمد المدرب هونج على مجموعة متجانسة من اللاعبين، معظمهم من المحترفين في أفضل الدوريات، من بينهم نجم توتنهام سون هيونغ مين، ومهاجم باريس سان جيرمان لي كانج إين، ومدافع بايرن ميونخ كيم مين جاي، ونجم ماينز لي جاي سونج، دون نسيان الشاب مين هيوك، الذي سيلتحق بتوتنهام في الشتاء القادم.
يرى الكوريون أنّ المفتاح الأكبر لهذا المنتخب هو ضمان الاستقرار في مبارياته السابقة، مع إدخال بعض التغييرات، ونرى بأنّ كثرة الترشيحات، التي تصبّ في مصلحة الشمشون قد تكون في مصلحة منتخبنا، الذي يخوض المباراة دون ضغوط، بما قد يحلب في الآنية الفلسطينيّة، قولوا: يا ربّ!