في المَرّمى
الدَورِيات الكُبرى
فايز نصّار
عادَ النُجومُ من عُطلتِهم الصَيّفِيةِ، وشاركوا مع أَنديتِهم في انطلاقِ المَوسِمِ الكُرَويّ في مُعظَمِ البُلدان، وخاصةً في مَلاعبِ الدَورياتِ الخَمسِ الكُبرى، التي بَدأَت أربعٌ من مُنافساتِها، في انتظارِ انطلاقِ قِطار البوندسيلغا الأُسبوعَ القادم.
وبسرعةٍ، عادَ المُهتمونَ بِنتائجِ الأنديةِ، التي يَتَحمسونَ لَها، لِمُناقشَةِ حِسابات الدَوري هنا وهناك، وذَهَبَ بِهم الحَماسُ إلى تَوقِعِ مَساراتِ التَنافُسِ، التي غالباً ما تَحلِبُ في آنِيَةِ أنديةٍ قُدِرَ لها أن تَمتلِكَ -أكثرَ من غَيرِها- رَصيداً مالِياً وتاريخِياً، جَعَلها تتقدمُ تَوقعاتِ المُتَكَهِنين.
والحَقُّ يُقال: إنَّ الأمورَ تَبدو شبه واضحةٍ في مُعظمِ الدَورياتِ، التي تَعرِفُ عزفا شِبهَ مُنفَرِدٍ في مُعظَمِ البُلدان، حيثُ لم يَفلت لقبُ البريميرليغ في السَنواتِ السَبعِ الأخيرَةِ من يدِّ غوارديولا إلا مَرةً واحدةً، ولم يَفلت لقبُ الليغا من ريالِ مَدريد وبَرشلونة في العشرين سَنَةً الماضِية إلا مَرتين، فيما يُهَيمنُ الباريسيُّ على البُطولةِ الفَرنسيَّةِ بِشكلٍ كَبيرٍ، وأصبَحَ الإنترُ في مُقدمَةِ المُرشَحينَ للكالتشيو، بعدَ سَنواتٍ غَيرَ قليلةٍ دَانت فيها السَيطرَةُ للسَيِّدَةِ العَجوز، والكلامُ نفسُهُ يُقالُ عن البوندسليغا، التي ضربَ البايرن كُلَّ أرقامِها في السَنواتِ الأخيرَةِ، قبلَ خَطفِ ليفركوزن ألقابَ الموسِمِ الماضي الثَلاثة.
ورغمَ أنّ الفَريقَ الإنجليزيّ السَماوِيّ فازَ بِستَةِ ألقابٍ في السَنَواتِ الأَخيرةِ، إلا أنَّ الأُمورَ مُختلفةٌ في بِلادِ الضَبابِ، حيثُ يبدو التَنافسُ أكثر إثارةً، والمُستوى أفضل بين سِتَةِ أنديَةٍ هَدَفُها التَتويجَ باللقبِ، إِذ برزَ في المَوسمينِ الماضِييِن آرسنال بِجُموحِهِ، الذي قرَبَهُ من المَنهلِ دونَ أن يَشرب، مع ظُهورٍ تُرفعُ لهُ القُبعةُ للعَريقِ ليفربول وقائدِهِ محمد صلاح، ولصاحِبِ الأمجادِ مانشستر يونايتد، دونَ نِسيانِ اللنديين تِشيلسي وتُوتنهام.
ولا يقتَصرُ الصِراعُ على هذهِ الأنديةِ، فكلُّ أنديةِ البريميرليغ تُقدِمُ مُستوياتِ مُثيرةٍ، وتُقارِعُ الكبارَ بِكَفاءَةٍ واقتِدارٍ، وكم مرة شاهدنا أنديةً غيرَ مُرشحَةٍ تَقهرُ أنديةَ " البيغ سيكس"، لأنّ جَميعَ الأنديةِ في إنجلترا تَستقطبُ خِيرةَ نُجومِ اللعبة، وجميعُها قادرةٌ على قلبِ الطاولَةِ على الكِبارِ، كما فعلَ العائدُ ليستر سنة 2016، بفضلِ مهارَةِ محرز، وأهدافِ فيردي، بما أسفرَ عن حَلقِ المُثيرِ للجدلِ ميدو لشعرِهِ الطويلِ ذاتَ يوم .
ورغمَ تَعثُرِ الريالِ في مُستهلِ حَملةِ الدِفاعِ عن ألقابِ المَوسمِ المَاضي، إلا أنَّهُ يَمتَلِكُ التعداد البَشريّ، الذي يجعلُهُ يُنافسُ على مُختلفِ البطولاتِ، وخاصةً بُطولةَ الليغا الشَّاقَة، التي تَتَطلبُ نَفَساً طويلاً، لا يَستطيعُ مُجاراةَ تبعاتِهِ إلا الريالُ بخبرتِهِ، وبَرشلونَة بنجومِهِ الواعدين، الذين أكَّدوا أن اللاماسيا ما زالت وَلّادة، ويكفي أن تَعرِفَ هنا أنَّ برشلونة أشركَ أمامَ فالنسيا ثلاثةَ لاعبين في سِنِّ ال 17.
ولا يبدو أنّ السِباقَ الثُنائي بينَ الكَبيرينِ سيكونُ بِلا حُدود هذا الموسم، لأنّ الأتلتيكو عَزَّز صُفوفَهَ بعددٍ من النُجوم، وخاصةً المُدافع لو نورماند، والمٌهاجم الفاريز، بما قد يُؤدي إلى اقتناصِ رِجالِ سيموني للقبٍ جديدٍ.
مُهِمٌ جِداً أن يُتابِعَ الجَميعُ المُنافساتِ الأوروبيَّةِ، ولكن لا تَنسوا الفَضلَ بينكم، وليكن اختلافُكُم في الهوى الكُرويّ مُحسوبا، ولا تَزيدوا من الشّحنِ غيرِ المُبرر، وقبلَ ذلكَ فلتَكُن لكُم إطلالةٌ على شيءٍ من بُطولاتِ العَربِ، فقد تَحَسَنَ وضعُ كثيرٍ مِنها، وبعدَ أن تَضعَ الحَربُ أوزارَها، لا تنسوا واجباتِكم تَجاهَ كُرةِ القدمِ الفلسطينيّة!