في المرمى.. التاجر المفلس

فايز نصار

()

  • 1 مقال

كاتب وناقد رياضي

في المرمى

التاجر المُفلِس

فايز نصّار

بعد خروجه من معمعة يورو 24 بخفيّ حُنيّن، عاد مدربُ فرنسا ديشامب للتفكير في الأوراق الجزائرية، التي تخدمُ مشروعه المستقبلي، على اعتبار أن التاجرَ المُفلس، يبحث في دفاتره العتيقة.

ملخص الأمر أن مسيو ديديه – الذي تنكر يوما للنجم كريم بن زيمة - يريد ضمَّ نجم أولمبيك ليون ريّان شرقي، قبل الإعلان عن التحاقه بنادي دورتموند، وتخوفاً من اختياره تمثيل الجزائر.

وبخطوة مشوبة بالخبث أشار ديشامب على مدرب أولمبي فرنسا تيري هنري، للاعتماد على شرقي في مسابقة الكرة، التي تنطلق في باريس بعد أيام. 

تبدو قصة نجوم الجزائر مع منتخب فرنسا طويلة، وأبرزُ فصولها حين تسلل رشيد مخلوفي، ومصطفى زيتوني، وعبد العزيز بن تيفور، ومحمد معوش من معسكر منتخب فرنسا سنة 1958، والتحقوا بمنتخب جيش التحرير الجزائري.

وفي الثمانيات لبى موهوبو الجزائر نداءَ قسماً، وكانوا ضمن المحاربين، الذين أذهلوا العالم في مونديال إسبانيا، وخاصة كابتن باريس مصطفى دحلب، ومعه نور الدين قريشي، وفوزي منصوري.

في المقابل، اختار زين الدين زيدان، تمثيل المنتخب الأزرق، لأنّه رأى أنّ مستقبله المهنيّ، وحسابات تألقه كانت مع الديوك، الذين قادهم لبطولتي المونديال واليورو، ومثله فعل سمير نصري، وكريم بن زيما، ونبيل فقير، وكمال مريم.

التفت الجزائريون إلى أهمية الاستفادة من أبنائهم المهاجرين، فاعتمدوا في مونديالي جنوب أفريقيا والبرازيل على زياني، وبوقرة، وبراهمي، ومحرز، وفوغولي .. وغيرهم .

ومع محاولات تجديد دماء المنتخب الجزائري، عادت الجزائر للبحث عن جينات أبنائها في أوروبا، ونجحت في تسوية وضعية عدد من النجوم، من بينهم أمين غويري، وحسام عوّار.

بسبب آثار الحروب، التي لا تتوقف على أمتنا، هاجر كثير من العرب لما وراء المتوسط، واختار عدد من أبناء المهاجرين اللعب لمنتخبات غير عربية .. والأمر يقتضي وقفة عربية شاملة، يتعاون فيها الخيرون لوقف نزيف النجوم، والكلام مهم بالنسبة لنا كفلسطينيين، بعد تسوية ملف هداف الأهلي المصري وسام أبو علي.