غزة تلعب الكرة رغم جرحها النازف
كتب محمود السقا- رام الله
سيبقى الوطن الفلسطيني عصياً على الكسر والإذعان بفضل الله، أولاً، ثم بفضل تضحيات وبطولات أبنائه، التي ما انفك يسطرها، بصمود خارق، على مدار الساعة.
رغم وحشية آلة التدمير، ورغم حرب التجويع الممنهجة التي يقارفها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ورغم الإضرار المطلق بكافة مناحي الحياة، وعلى رأسها البنى التحتية من مدارس وجامعات ومشافٍ ودور عبادة وملاعب، إلا أن ذلك لم يمنع أبناء غزة من إيجاد مساحات، ولو في حدود ضيقة، كي يمارسوا هواياتهم، وتحديداً في ممارسة الكرة، ومتابعة منافساتها، وتحديداً بطولة أمم أوروبا، التي تدور أحداثها في ألمانيا، وكان لها رجع صدى في غزة.
محلياً، ورغم سُعار الحرب وضراوة وشراسة وجنون جيش الاحتلال إلا أن ذلك لم يمنع إدارة مركز الإيواء في مدرسة ذكور دير البلح الإعدادية من تنظيم صاعقة كروية بشعار قوامه: "من حقنا اللعب"، وانطلقت المنافسات بحضور جماهيري وتفاعل كبير من الرياضيين ليتأهل فريقا الشجاعية والإدارة للقاء الختامي المقرر يوم السبت المقبل.
هذا الحدث الكروي ليس الأول، وقطعاً لن يكون الأخير، بل سبقه وستتبعه أحداث كثيرة سوف نأتي عليها تفصيلاً وتباعاً، إن شاء الله، في وقفات لاحقة، لأن مثل هذه الصواعق، تقام في ذروة الجنون الإسرائيلي المُنفلت من عقاله، تحمل في ثناياها رسائل عظيمة القيمة والشأن والدلالات، ويقف في مقدمتها أن هذا الشعب العظيم لن تنحني له قامة، وهو عندما يجد متسعاً لإشباع رغباته وهواياته، فإنه يطبق، قولاً وفعلاً ونهجاً وسلوكاً، عبارات شاعره الكبير والأثير، محمود درويش القائلة: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".