الفيلسوف بيلسا

فايز نصار

()

  • 1 مقال

كاتب وناقد رياضي

في المرمى

الفيلسوف بيلسا

فايز نصّار

تناقلت وسائل الإعلام الدوليّة قنبلة جديدة، فجرها الفيلسوف الارجنتيني مارسيلو بيلسا، الذي علق جرساً جديداً، ينذر بفقدان المُتعة في ملاعب الكرة، التي يتحكم فيها اللاهثون وراء الأصفر اللمّاع.

مارسيلو بيلسا، الذي يتألق مع منتخب أوروغواي في بطولة " كوبا أمريكا" قال بالحرف الواحد": إنّ كُرة القدم تفقد جاذبيتها"، بما يتطلب "صفنه" أمام هذا الكلام الكبير، الذي صدر من مدرب كبير.

يحذر بيلسا من تحول اللعبة الشعبية الأولى في العالم إلى بورصة تديرها الأموال، معتقداً انّ الجماهير في طريقها للتخلِّي عن المتابعة، بغض النظر عن حجم المشاهدات، الذي يرى عجوز الأرجنتين أنّه مُصطنع.

ملخص القول في حديث بيلسا تأكيده على: "أنّ الكرة المستديرة أصبحت مفيدة لأصحاب رؤوس الأموال، لأنهم يهتمون فقط بعدد المشاهدين، وخلال السنوات القليلة المقبلة، قد يتراجع عدد اللاعبين، الذين يستحقون المشاهدة، والمنتج النهائي للعبة سيكون أقل متعة، وتختفي الزيادة المصطنعة في أعداد المشاهدين".

لقد وضع بيلسا- الذي طالما شبه بمثله الأعلى غوارديولا – اليَد على الجُرح، وشخَّص حالة مرضية مهمة في عالم الساحرة المستديرة، بما يتطلب موقفاً من الخيرين، الذين يجب عليهم الانتصار لروح اللعبة الشعبية، ووضع العلاج الناجع، لاسترداد لعبة الملايين، التي اختطفها المتنفذون في المال والقرار السياسي في العالم.

وبلا شك فإنّ الفيفا متورطة في انحدار روح اللعبة، حيث تتقدم مصالح الاتحاد الدولي المالية على كثير من الاعتبارات الأخرى، لأنّ وصولها إلى مصادر عائدات البث التلفزي والسبونسور، تقدَّمَ على احتياجات نشر اللعبة بين الفقراء في افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

لعل أبرز الأمثلة في هذا المجال تنظيم الفيفا للمونديال الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بمشاركة 48 منتخباً، أي ربع منتخبات العالم، بما يتطلب منافسة قد تصل إلى أربعين يوما في ثلاث دول متباعدة، ناهيك عن التوجه لتنظيم مونديال الأندية، بما لا يراعي قدرات اللاعبين، الذين قد يلعب الواحد منهم سبعين مباراة في الموسم. 

لقد قال مارسيلو بيلسا ما لديه، لكنَّ المال لن يتوقف عن دورانه، وسيواصل القائمون على الكرة البحث عن موارد مالية جديدة دون ضوابط مهنية، فهل سيقف النزهاء موقف المتفرج من هذا المنحى السلبيّ؟