في المرمى
سمران في اليورو
فايز نصّار
تؤكد التقارير شبه الرسمية أنّ ما يقرب من ستين لاعباً من أصول افريقية شاركوا في نهائيات يورو 24، ضمن معظم المنتخبات، وخاصة منتخب فرنسا، الذي يضم 15 لاعباً افريقياً.
وليست "الست سوزان" وحدها تصبغ من مواهب القادمين من الجنوب ثغرها، ففي صفوف بلجيكا تسعة أفارقة، ومع منتخب سويسرا ثمانية، ويضم منتخب انجلترا ستة، ومنتخب المانيا خمسة، ومنتخب البرتغال أربعة.. فيما تعتمد هولندا على مُلوني افريقيا وسورينام معا، وما أكثرهم في صفوف الطواحين.
وعلى العكس تعتمد منتخبات أوروبا الشرقية على البضائع المحلية، الأمر الذي جعل مدرب رومانيا يوردانيسكو يقول بعد خسارة منتخبه أمام هولندا: "مبروك للسـودان الفوز على رومانـيا، أعتقد كان من المفـترض نلعب ضد السـودان، وليس هولنـدا، لا يعقـل 9 هولنديين من أفريـقيا.. على المنتخـبات الأوروبية أن تتوقـف عن تجنيس اللاعـبين الأفارقة، تحسبا لمشاهدة كأس اوروبـا، وكأنها كأس أمـم إفريقيـا بعد عشرين سنة".
وقبل يوردانيسكو علق المدرب مورينيو الجرس، فيما طالب نجم ليفربول السابق، السنغالي ساديو ماني النجوم الأفارقة باللعب لمنتخباتهم، والاستثمار في محاربة المرض والفقر في القارة السمراء.
تبدو صرخة ماني في واد غير ذي زرع، لأنّ مسؤولي الكرة في القارة العجوز يغمسون خارج الصحن، ويبحثون عن مصالحهم، ويتسابقون في تقديم المغريات للنجوم، للقادمين عبر المتوسط، بحثا عن لقمة العيش.
منذ ظهور تيغانا، وتريزور، وزيدان، والعموشي، وديسايي يقبل الأفارقة على مضض اللعب للمنتخبات الأوروبية، لأنّهم لا يجدون عُشر عشر ما يعرض عليهم في بلدانهم.
وفي حركة خبيثة تسارع المنتخبات الأوروبية إلى إشراك الواعدين الأفارقة في منتخبات الفئات السنية، في خطوة تسهل ارتدائهم قميص تلك الدول، التي تقسو على اخوانهم، الذين لم يُقَدَّر لهم التألق في مجالات الرياضة.
نعم.. نجحت مغريات القارة العجوز في استقطاب خيرة نجوم افريقيا، ولكنّها لم تنجح في خطب ودّ الليبيري جورج ويا، الذي أصبح رئيسا لبلاده، ولم تنجح في نيل توقيع من محمد صلاح، ورياض محرز، وساديو ماني، وأشرف حكيمي، وياسين بونو، لأن الانتماء للوطن لدى هؤلاء انتصر على مغريات من يبتسمون لأهداف النجوم المجنسين، ويكشرون عن أنياب العنصرية ضدهم عندما يتعثرون، كما قال ابن الاناضول مسعود أوزيل.