في المرمى
الذئاب الرياضية
فايز نصّار
بعد أيام من بدء حرب الإبادة في غزة، كتب لاعب أرسنال الإنجليزي الاوكراني زينتشنكو على مواقع التواصل: " stand with israel"، وذهب الفتى الأشقر بعيدا في تغريدة أخرى، معلنا استعداده لترك اللعب، والقتال مع جيش بلاده.
يومها لم ينبت الاتحاد الإنجليزي ببنت شفه، ولم تتحرك آلة الاتحاد الأوروبي التأديبية، فيما قامت الدنيا في محيط أرسنال بالذات، بعد تعاطف المصري محمد النني مع ضحايا العدوان في غزة.
لم يتحدث رجال الإعلام الأوروبي غير النزيه عن خلط زينتشينكو الرياضة بالسياسة، وأفردوا عشرات التقارير حول تغريدة الجزائري يوسف عطال، الذي تلقى عقوبات مغلّظة من نيس الفرنسي على خلفية تضامنه مع أشقائه في فلسطين، الأمر الذي تكرر مع المغربي أنور الغازي، الذي كاد ناديه ماينز يحرمه من الميراث.
قبل أيام خلط مدافع أهلي جدة التركي ديميرال الرياضة بالسياسة، وأشار بحركة الذئاب الرمادية، التي تتعلق بشأن تركيّ داخلي، يدعم يمين اليمن في بلاد الاناضول.. وبسرعة تحركت "ميركافاه" الإعلام الغربي، وطالبت بتسليط أشد العقوبات على بطل الفوز على النمسا.
وبسرعة فتح الاتحاد الأوروبي للعبة تحقيقا بحق اللاعب، وقرر إيقاف المسكين مباراتين .. وبسرعة زجّت الوزيرة نانسي فيروز أنفها في الموضوع قائلة: "إن رمز المتطرفين اليمينيين الأتراك ليس له مكان في ملاعبنا"، فيما لا مشكلة في أيّ رمز يدعم الإبادة، أو يدعم المثلية، التي قطعت سيدة المانيا الاف الكيلومترات لدعمها في مونديال قطر.
وكما هو متوقع غضب الأتراك من تصريحات فيزور، التي تسببت في أزمة جديدة في علاقات البلدين، باستدعاء متبادل للسفيرين.
ولم يركب الرئيس أردوغان موجة الجدل، لكنّ إعلانه حضور مباراة منتخب النجمة والهلال أمام هولندا اليوم، يمثل موقفاً من الموضوع، بما سيحول الأنظار من ميدان تناقل الكرة في الملعب إلى المنصة، لأنّ وجود رجب أفندي يعني الكثير.
لا يعرف كثير منا حقيقة حركة الذئاب الرمادية، وبالتأكيد نحن لا ندعم التطرف أياً كان مصدره، ولكن أليس من حقنا المطالبة بعدالة رياضية في الملاعب، التي يجب أن لا تختلط فيها الرياضة بالسياسة من قبل جميع؟ ألا يجب أن يعاقب كلّ من يعتدي على المثل والمرافق الرياضية والرياضيين في كلّ مكان؟ الا يدعو هذا إلى معاقبة مرتكي جرائم الحرب ضد الرياضة في غزة أيها " الذئاب الرمادية" ؟