في المرمى
مصر التي خاطري
فايز نصّار
اسدلت الستائر الأسبوع الماضي على بطولات الدوري والكأس في معظم البلدان، وبدأت الدول تفرز ممثليها للبطولات القارية، وعلّق اللاعبون أحذيتهم، وذهبوا لقضاء أيام تريحهم من الشدّ الرياضي، قبل العودة للتحضير لموسم آخر، بعد معروفة البرامج والمواعيد .
ولن أقارن وضعنا بأوضاع الدول الأخرى، لأنّ الحرب المسعورة جمدت كلّ نشاطاتنا، فتوقف الدوري، ولم يلعب الكأس، ولم يكمل ممثلونا المشوار في بطولات آسيا.
أقول: المنافسات في معظم الدول انتهت، إلا في بعض الدول، ومنها المحروسة مصر، التي كانت سباقة لتنظيم البطولات منذ ركل سكان المتوسط الكرة قبل أكثر من قرن، والتي ساهم كوادرها في ترسيخ أسس الكرة في معظم دول المنطقة، وفاز قطباها، الأهلي والزمالك بتاج بطولتي القارة السمراء.
مصر التي في خاطري لن يصل قطار الدوري فيها إلى محطته الأخيرة قبل آب القادم، بما يعني أنّ تحديد هوية ممثليها في بطولات القارة سيشوبه اللغط، رغم أن الأهلي ضمن المشاركة في شامبيونز الأفارقة.
والمشكلة أنّ مباريات الدوري المصري لا تنظم بشكل يحدد مسبقا، ويعمد المنظمون إلى التأجيلات غير المتوقعة، وفقا لقوة تأثير الفرق، وليس بناء على معايير واقعية تُطبق على الجميع، حتى وصل الأمر في دوري القرن الحادي والعشرين المصري، أنّ الأهلي لم يلعب إلا 15 مباراة، فيما لعب الاتحاد 25 مباراة.
وتظهر آثار هذا الارتجال في إمكانية تضرر بعض الفرق، وخاصة الفرق لعبت مع منافسين بحدّ ذاتهم رايح جاي، فيما لم تلعب بعض الفرق مع منافسين بحد ذاتهم ولا مباراة .
إنها ملاحظات أعتقد أنّ أساتذة التنظيم في أمّ الكنانة يعرفونها، وفق ما نسمع من حوارات بين المحللين المصريين، الذين يلمحون إلى إمكانية أن يكون في الأمر إنّ ولكنّ، بما يقتضي وقفة استخلاص عِبر، لتقييم مسيرة الدوري في السنوات المتأخرة، وتقويم الأمر وفق معايير مهنية.
دروس كثيرة تعلمناها من حسن تنظيم أبناء النيل، واليوم ننتظر درساً أكثر جدوى في مراجعة خلل تنظيم الدوري، ووضع الخطط الناجعة، التي تضع القطار على السكة السليمة.