في المرمى.. اعط القوس باريها

فايز نصار

()

  • 1 مقال

كاتب وناقد رياضي

في المرمى

أعطِ القوسَ باريها

فايز نصّار

كان السلف الصالح يقولون: أعطِ القوس باريها، أي لمَنْ يُحْسِنُ اسْتِعْمَالَهَا، وَتُقَالُ مَجَازاً فِي الأمُورِ العَامَّةِ، أَيْ فَوِّضْ شُغْلَك لمن يملك القدرة على تنفيذ المهام، التي توكله إياها.

وفي الأمر تقاطع مع ما توافقت عليه أسرة كرة القدم العراقية، التي فوضت أُمورها الرياضية لجنديّ الملاعب عدنان درجال، الذي كان يوماً كابتن منتخب العرب، وثبَّت نفسه في واجهة الكرة العراقية، أياً كانت توجهات من يحكمون بلاد ما بين النهرين.

وأترك الحديث عن القفزة الفنية لأسود الرافدين للفنيين، لأتوقف عند نقطتين هامتين، تحسبان لكابتن ومدرب العراق، ووزير الشباب السابق، رئيس الاتحاد المونديالي أبي حيدر .

الأولى فتحه جسور التعاون مع رابطة الليغا الإسبانية، بما أفاد المستوى الفني والتنظيمي لدوري المحترفين العراقي، فحلب الأمر في إناء المنتخبات العراقية المختلفة.

ووصل التعاون العراقي الإسبانيّ ذروته بزيارة رئيس رابطة الدوري الاسباني خافير تيباس بغداد قبل أيام، وحضوره في عين المكان لقاء القمة، بين كبيري العراق الزوراء والقوة الجويّة، واستقباله من قبل رئيس الوزراء محمد السوداني، في لفتة توحي باهتمام أعلى مستويات القيادة العراقية بهموم الجلد المنفوخ.

والثانية.. أنّ عهد الدرجال شهد توسع قاعدة الاحتضان الرياضي من قبل الشركات والمؤسسات، الرسمية منها والأهلية، والتي ساهمت في حلّ المشاكل المالية للأندية، مقابل حملها اسم تلك الشركات والمؤسسات، التي لا تبخل على الرياضة بالدعم والتمكين.

ذكرني الاحتضان الرياضي العراقي بما أنجبه الاصلاح الرياضي في الجزائر في السبعينات، عندما عُقدت اتفاقيات السبونسور والدعم بين الأندية والمؤسسات، فكانت النتيجة تأهل المحاربين مرتين للمونديال في الثمانينات، وفوز منتخب الجزائر لكرة اليد ببطولة افريقيا خمس مرات.. وغيرها من النتائج.

في كلّ زمان.. وفي أيّ مكان، يجب أن يَعطي الخَيرون الخبز لخبازه، لأنّ أهل مكة ادرى بشعابها، وتجربة الجزائر القديمة، والعراق الحديثة، يجب أن يقرأها المخططون في بلادنا، وبلاد الجوار.