محمد صلاح في السعودية...
كتب حفيظ دراجي
يشدّ محبو كرة القدم في أوروبا والعالم أنظارهم إلى جديد الميركاتو الصيفي، عشية نهاية الموسم الكروي في مختلف الدوريات، وخصوصاً وجهة النجم المصري محمد صلاح، المُلاحَق من أندية الدوري السعودي، وهو الذي استقطب أكبر عددٍ من النجوم منذ الموسم الماضي، ليتحول إلى مصدر إزعاجٍ للأندية الأوروبية، خصوصاً بعدما أصبح وجهةً للاعبين في قمّة مستواهم، وجدوا في السعودية ما لم يجدوه في أوروبا، ولا سيما من الجانب المالي، ما حفزهم على خوض تجربةٍ خليجيةٍ، بدأها رونالدو وبنزيمة ونيمار ومحرز وساديو ماني وفيرمينيو وفابينيو، ويُراد لها أن تستمر مع محمد صلاح والحارس أليسون، والمدافع رافاييل فاران والبلجيكي كيفن دي بروين والبرازيلي كارلوس كاسيميرو، وغيرهم من اللاعبين الذين سيضيفون إلى الدوري السعودي إثارةً ومتعةً.
وتتجه الأنظار، هذه الأيام، نحو النجم المصري محمد صلاح، المرتبط بعقدٍ مع ناديه ليفربول الإنكليزي حتى صيف 2025، والمرتقب أن يكون حديث الميركاتو الصيفي، نظراً إلى رغبة اتحاد جدة السعودي في ضمه، حتى لو كلفه أكثر من 150 مليون جنيهٍ إسترلينيِ، وراتباً أسبوعياً يفوق 500 ألف جنيهٍ إسترلينيٍ، خصوصاً بعد الموسم الصعب الذي عاشه الفريق السعودي، وذلك موازاةً مع التغييرات الكبيرة المنتظرة في نادي ليفربول، برحيل المدرب الألماني يورغن كلوب، بعد تسع سنواتٍ قضاها في الدوري الإنكليزي.
ونفت بعض التقارير الصحفية رحيل محمد صلاح عن ليفربول هذا الصيف، بسبب حاجة الفريق إلى خدماته وصعوبة إيجاد لاعبٍ يمكنه تعويضه، بينما تحدثت تقارير أخرى عن حيرة إدارة النادي، بين الاحتفاظ بالنجم المصري لموسمٍ آخر، والسماح له بالرحيل حراً دون مقابلٍ صيف 2025، وبين التخلي عنه الآن مقابل أموالٍ تسمح لها بدخول سوق الانتقالات بموارد إضافيةٍ تستخدمها في التعاقد مع نجومٍ آخرين، وهو وضعٌ قد يدفع مسؤولي النادي الإنكليزي إلى قبول العرض السعودي.
وبلغ حجم ما أنفقته الأندية السعودية الصيف الماضي، في سوق الانتقالات، ما لا يقل عن 900 مليون دولارٍ، وحلت في المركز الثاني، بعد الأندية الإنكليزية التي أنفقت أكثر من مليار دولارٍ، لكن يبدو أن هذا المبلغ سينخفض الصيف المقبل بشكلٍ واضحٍ ، ويكون نشاط صندوق الاستثمارات العامة السعودي أقلّ، من أجل تنشيط انتقال اللاعبين بين الأندية المحلية، دون الاستغناء عن عقد بعض الصفقات المهمة والضرورية، في تطوير دوري روشن، ودعمه بأفضل اللاعبين، حتى تصبح أنديته أقوى، خصوصاً في مسابقة دوري أبطال آسيا.
وسيكون محمد صلاح، رغم ارتفاع قيمته المالية، جزءاً مهماً في سياسة التعاقدات السعودية الصيف المقبل، ولا سيما أنه نجمٌ عربيٌ، سيساهم دون شك في ترسيخ الدوري السعودي كقبلةٍ إعلاميةٍ وجماهيريةٍ، ويساعد نادي الاتحاد على تحسين مردوده ونتائجه، وإشعال الصراع مع نادي الهلال الذي حقق لقب هذا الموسم دون منافسةٍ كبيرةٍ.