لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

إبراهيم ملحم .. مدرسة نهضوية إعلامية ثرية متجددة

اسامة فلفل

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال

الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل
حب الوطن يجري بالدم مجرى الدم بالعروق، فلا حياة بدون وطن، ولا وطن بدون تضحيات معمدة بالعرق والدم، والانتماء للحركة الإعلامية هوية وطنية، والالتزام والانضباط بمبادئ وقيم وقواعد السلوك المهني يعزز قوة الانتماء، ومهما اشتدت الأزمات فإن سفينة الحركة الإعلامية ماضية في طريقها وحتما سوف تعانق شمس الإنجازات مهما كبرت التحديات وستبقي راية الوطن شامخة في كل ساحة وميدان.
كنا وعبر مراحل التاريخ ومحطاته الصعبة نتعلم من عظماء الفعل الوطني وقادة ورواد الحركة الإعلامية قيم نبيلة تكرس جوهر الانتماء للرياضة الفلسطينية، تجمع ولا تفرق ولا تشتت، لأن هذا السلوك الحميد والمنضبط هو يمثل المشاركة الإيجابية التي تصب في بوتقة الإنجاز الوطني للحركة الإعلامية والرياضية في الوطن المكلوم والمحاصر.
لقد كان لي الشرف أن عايشت الأستاذ إبراهيم ملحم الإعلامي المخضرم الذي كان في زمن التضحية والبطولة إبان السنوات العجاف يقود مع رفاقه دفة الحراك الإعلامي الفلسطيني بحكمة واقتدار ومسؤولية وطنية كبيرة تجلت في لم شمل الأسرة الإعلامية والرياضية تحت مظلة فلسطين في سنوات الاحتلال والتحدي والملاحقة والمطاردة والاعتقال.
كانت رسالة الإعلام وطنية بامتياز، ترتكز على ترسيخ الوحدة وإذكاء روحها وتأصيل مفهومها وتعميق الوعي والثقافة الوطنية والمحافظة على اللحمة الوطنية والرياضية وإرادتها الصلبة والعبور لموانئ التاريخ ودعم صمود المنتفضين وتقوية شوكة الانتفاضة والمحافظة على المكتسبات الوطنية والرياضية، والحرص على ديمومة الفعل المقاوم وتعظيم الحراك الإعلامي والرياضي بطابعه الوطني لتستمر المسيرة على إيقاع الصمود والتحدي ورفض سياسة التركيع والخنوع والاستسلام.
كان الفارس الأستاذ أبا بهاء صاحب كرزمة قيادية تعرف حدود مسؤولياته الوطنية، وهو صاحب عقلية فذة في مجال التخطيط الاستراتيجي، وهو من خيرة قيادة الحركة الإعلامية المحنكين الذين برعوا في قيادة الحراك الإعلامي عبر كل مراحل التحديات في زمن الاحتلال وبعد قدوم السلطة.
كان أبا بهاء مدرسة خاصة في صياغة وتحرير الأخبار بمهنية عالية، ومتفرد في التقارير الإخبارية التي كانت تتسم بقوة النصوص والبلاغة وملامسة الواقع، كانت تقاريره الإعلامية تعالج قضايا مهمة وبلسما شافيا للقراء، وكانت عبارة عن غذاء للكل الفلسطيني في طول وعرض الوطن.
كان باستمرار يثمن دور الكفاءات ويعمل على توظيفها والاستفادة من طاقاتها الإبداعية لتعظيم قيم الإنجاز والإنتاج الإعلامي والرياضي الوطني، كان أبا بهاء من الرجال الذين يرسمون ويخططون رؤيتهم الوطنية بمنهج علمي عصري بعيدا عن العشوائية لتحقيق حلم مشروعنا الإعلامي والرياضي على طريق الدول العتيدة.
عمل الأستاذ إبراهيم ملحم معدا ومقدما للعديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية. كما ترأس تحرير وكالة معا الإخبارية، ورئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطيني، والمشرف العام على جريدة القدس الفلسطينية، يشغل منصب الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية.