لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

المرحوم غازي الغريب .. جغرافية وتاريخ الإعلام الرياضي

 

الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل 

نادرون أولئك العمالقة الذين أشعلوا فينا الحماس وروح العطاء، ووضعونا على طريق الإبداع الإعلامي الرياضي، ونذرو أنفسهم وحياتهم رخيصة على مذبح الحرية والكرامة، ورحلوا بصمت وهم في قمة عطائهم الذي لن يجف أبدا. 

المرحوم الأستاذ غازي الغريب " أبو كامل " كان وعبر مسيرته الطويلة والشاقة نهر من العطاء الذي لا يجف أبدا، وعنوانا للتضحية والعشق المجبول بحب الوطن والانتماء لمنظومته الإعلامية والرياضية. 

 كان أبا كامل منارة إعلامية وطنية أشعلت النور في دهاليز الحركة الرياضية والإعلامية في السنوات العجاف والظروف المؤلمة التي عاشتها الحركة الرياضية والإعلامية عبر العقود الغابرة. 

كان " أبا كامل " كتلة من النشاط والعطاء، لا يتوقف، حيث كان ذلك جزء من كينونته السامية، وانتماءه الصادق وتضحياته الكبير في محراب الإعلام الرياضي، لعب دورا مهما ومؤثرا في عملية الحراك الإعلامي الرياضي عبر كل المحطات، وظل رغم ظروفه الصحية ممسكا بمقبض الثوابت الرياضية والإعلامية حتى أوصل سفينة الحركة الإعلامية والرياضية لمرفأ السلامة رغم الأمواج العاتية. 

كان الفقيد الراحل غازي الغريب إعلاميا جسورا بكل معنى الكلمة، تعلمنا منه الكثير من الخصال الحميدة، تعلمنا كيف يكون الصمت رأس الحكمة، وكيف يكون الانتماء صادقا بلا أوسمة أو نياشين، وكيف تكون التضحية أوقات الأزمات والمحن. 

لقد ظل المرحوم " أبا كامل " مصدرا لاستقرار منظومة الإعلام الرياضي الفلسطيني، وجسرا للوحدة والوفاق، والمرجع الخصب، كان يعطي بلا حدود ويا لعظمة هؤلاء العمالقة والنبلاء، فما أحوجنا اليوم وفي هذه المحطة التاريخية لمثل عطاء هذه الكوكبة من الرجال. 

كان المرحوم غازي الغريب أبا كامل صاحب حضور عربي، وهو من أصحاب الفكر والفلسفة الوطنية الراسخة بالوجدان الإنساني، عمل بتفاني واخلاص من أجل نشر الحب والتعاون وترسيخ قواعد القيم النبيلة بين القطاعات والأطر الرياضية والإعلامية الفلسطينية والعربية، وعمل بجهود مضاعفة لنشر الوعي والثقافة الوطنية الرياضية، كان حريصا على رسم وتجسيد خارطة معالم جديدة عنوانها تكامل وطني وإعلامي رياضي عربي فلسطيني خلاق.  

ختاما ... 

الإعلامي المبدع والمتمكن والضليع ليس بسنوات عمره، لكن المبدع الحقيقي من يتحلى بمكارم الأخلاق وأدبيات المهنة وكثافة التجربة وروعة وعظمة الإحساس الوطني بالدور المناط والرسالة الصادقة. 

 الفقيد غازي الغريب كان ضليع في بلاط صاحبة الجلالة وجغرافية وتاريخ الإعلام الرياضي وفصوله، ومدارسة المختلفة، كان عاشقا لوطنه المسلوب فلسطين، كان تاريخا وحضارة وثقافة وطنية وعمق وأصول متجذرة في باطن الإنجازات، وسيبقي ملهم عشق لكل الأجيال بما تركه من تراث وتاريخ.