هل تعرف "الفيفا" فلسطين.. تندّد بالتعاطف مع أحرار الأقصى وتخلط السياسة بالرياضة لأجل أوكرانيا

هل تعرف "الفيفا" فلسطين؟

تندّد بالتعاطف مع أحرار الأقصى وتخلط السياسة بالرياضة لأجل أوكرانيا

 

الدكتور عاهد فروانة: نعاني من انتهاكات ومخالفات للقانون الدولي والفيفا لا يتحرك

مصطفى فرحات: الإنسانية وقت الصراعات لا تتجزأ ولا يجب الكيل بمكيالين

أبوقصي محمود: الشارع الرياضي في فلسطين مستاء من ازدواجية معايير الفيفا

 

القاهرة- كتب محمد فرج/ صحيفة صوت الازهر المصرية

 

في الوقت الذي رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم في أكثر من مناسبة خلط السياسة بالرياضة، وتنديده لأي دعم وتعاطف مع القضية الفلسطينية في الملاعب الرياضية، تخلى "فيفا" عن قراراته السابقة عندما تعلق الأمر بأوكرانيا، وأصدر حزمة قرارات تدين الهجوم الروسي على البلاد، مبدياً تضامنه مع المتضررين في أوكرانيا في ظل توقعات بفرض عقوبات شديدة على روسيا وتعليق مشاركتها في المنافسات الدولية، بينما يتعرض أحرار فلسطين لشتى أنواع الانتهاكات من قصف لملاعب من جانب قوات الاحتلال واعتقال لاعبين وإدرايين ومنع مشاركة المنتخب والأندية في البطولات الخارجية، إلا أن الفيفا لم يحرك ساكناً، بل ويتخذ عقوبات قاسية ضد من يتعاطف مع أحرار فلسطين.. فهل حقاً تعرف "فيفا" فلسطين؟

 

في البداية، قال الدكتور عاهد عوني فروانة المحلل السياسي الفلسطيني المختص بالشئون الإسرائيلية إن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والمنظومة الرياضية العالمية تكيل بمكيالين في كل الأزمات الكثيرة التي مرت على بلادنا فلسطين، وفي الأزمة الروسية الأوكرانية، موضحاً أنه في الحالة الأخيرة كانت قرارات سريعة ومتسرعة في معاقبة روسيا رياضياً، وظهرت الحملات المناصرة التي اجتاحت كافة الملاعب حتى شاهدنا عبارة "أوقفوا الحرب" على قمصان اللاعبين وشاشات التليفزيون وشارات اللاعبين، بالإضافة إلى حملات الدعم والمساندة للأوكرانيين، حتى أن بعض الدول خلطت الرياضة بالسياسة ورفضت أن تواجه روسيا في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم في قطر 2022م.

اقتحام الملاعب

وأضاف فروانة، أن المنظومة الرياضية العالمية تدعم أوكرانيا في مهاجمة روسيا في الوقت الذي كانوا دائماً يرفعون شعار عدم خلط الرياضة بالسياسة، ويقفون في وجه أي داعم رياضي في القضية الفلسطينية والقضايا العربية، مشيراً إلى أن هناك عدد من المواقف الماضية التي تثبت الكيل بمكيالين، أبرزها إشهار الكارت الأصفر في وجه النجم المصري محمد أبوتريكة عندما كان يلعب بقميص المنتخب وكان مرتدياً تيشيرت "تعاطفاً مع غزة"، بالإضافة إلى توقيع عقوبات معنوية أخرى على اللاعبين الذين تضامنوا مع القضية الفلسطينية وأي أحد يتحرك في هذا الاتجاه، ما يبين ازدواجية المعايير الكبيرة التي يتعامل بها الاتحاد الدولي واللجنة الأولمبية الدولية، منتقداً تنكيل الاحتلال بالرياضيين، ومنع التواصل الجغرافي بين اللاعبين الفلسطينيين بين الضفة والقطاع والعكس، بالإضافة إلى حظر الرياضيين من التنقل والبعثات الرياضية ومنع اللاعبين من المشاركات الدولية الخارجية، والاعتداء السافر على الملاعب الرياضية وقصفها خلال العدوان على غزة، بالإضافة إلى اقتحام الملاعب واعتقال عدد كبير من اللاعبين والإداريين والرياضيين والحكام.

مخالفة للقانون

وندد المختص بالشئون الاسرائيلية، التمييز العنصري الواضح لأندية المستوطنات التي تتبع الضفة الغربية بالمخالفة للقانون الدولي الرياضي، وسط صمت مريب من قبل الاتحاد الدولي، تجاه هذه الممارسات، ما جعله يضطر إلى إرسال لجنة للاطلاع على حجم الإجرام الذي يعتري الرياضة الفلسطينية ولكن لم يتم توجيه أية عقوبات على الإطلاق، بنا يدفع الاحتلال على انتهاك الرياضة الفلسطينية، على عكس التحرك الذي شاهدناه لنصرة أوكرانيا وإيقاف الحرب عليها، بما يؤدي إلى الوقوف مع كل ما يخص قضايا العالم الغربي، وعدم تحريك ساكناً تجاه أي تعاطف تجاه القضايا العربية، بما يرسخ النفاق الرياضي بعينه، والذي يجب أن تقف كل المؤسسات المعنية في وجهه من أجل التعامل بتوازن تجاه كافة القضايا الرياضية.

قمة النفاق

ويقول مصطفى فرحات الناقد الرياضي اللبناني، إنه شخص عاش أجواء الحرب خلال طفولته، ويدرك تماماً صعوبة الموقف الذي يعتري الأحداث الطارئة الخاصة بالحروب، نظراً لأن والده إعلامي يعمل على تغطية الأحداث، وبالتالي نما داخله شعور قوي بأن الإنسانية وقت الصراعات لا تتجزأ ولا يجب أن يتم الكيل بمكيالين عندما يكون الأمر متعلقاً بأوكرانيا، ويجب أن تمضي القرارات على نفس الوتيرة التي عليها في فلسطين، خاصة أن الحرب نقمة ولا أحد يستطيع أن يحيا في ظل هذه الظروف التي يجرى فيها القصف والتنكيل بالأفراد، مشدداً على أن هناك لاعبين يتعاطفون مع الموقف مثل روبرت ليفاندوفسكي لاعب البايرن، الذي نشر تغريدة أنه لا يريد اللعب ضد روسيا - التي تم حظرها فعليا من الفيفا - تعاطفًا مع الشعب الأوكراني، مشدداً على أن ليفاندوفسكي نفسه عندما كان يتم قصف غزة كان يلعب مع منتخب بولندا ضد إسرائيل ويسجل من ركلة جزاء ويحتفل، أين كان حينها؟ إنها قمة النفاق وإزدواجية المعايير المقززة في الحقيقة.

وأضاف فرحات، أن إيقاف روسيا بشكل كامل عن كل نشاطات كرة القدم هو قرار سيطرح الكثير من علامات الاستفهام حول تصرف الاتحادات الكروية في المستقبل أمام أي حدث سياسي أو عسكري قد يحدث في أوروبا أو العالم، منتقداً ما حدث بشأن إبعاد اللاعبين العرب وغير العرب الذين يتضامنون مع فلسطين تحت شعار فصل السياسة عن الرياضة، لافتاً إلى أن جماهير سيلتك الإسكتلندي عندما رفعت أعلام فلسطين في المدرجات، عملت إدارة النادي جاهدة على إبطال هذا التحرك لكن لم تنجح، متسائلاً في سخط: لماذا الفيفا واتحادات كرة القدم تفصل السياسة عن الرياضة في قضايا محددة، وتفتح الباب لخلطهما بشكل علني في قضايا أخرى؟

استياء عارم

وعبر المواطن الفلسطيني أبو قصي محمود، محاسب بإحدى الشركات الخاصة عن استياءه الشديد من الازدواجية التي يتبعها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تجاه فلسطين والتي تتمثل في التعنت الشديد تجاه نقل المباريات إلى الخارج للمشاركات الدولية للأندية والمنتخب الفلسطيني، مشدداً على أن الكيل بمكيالين ليس وليد اللحظة، ولكن الكرة الفلسطينية تعرضت لعدد من الانتهاكات الواضحة والصريحة، والتي تسببت في حزن شديد واستياء عارم في كافة الأوساط الرياضية، موضحاً أن الشارع الرياضي في فلسطين مستاء للغاية من الدعم والمساندة لأوكرانيا على كافة الأصعدة، خاصة أن العقوبات صارت تفرض على فلسطين وكل من يسعى إلى التعاطف معها مثلما شاهدنا العديد من النماذج الدولية السابقة من نجوم كبار قاموا بدعم ومساندة الشعب الفلسطيني والكرة الفلسطينية، لافتاً إلى أن الفيفا تساند أوكرانيا فقط وتنقل الملاعب إلى المناطق الآمنة، متوقعاً عدم الرد الرسمي على هذه الازدواجية السافرة.

 محـمد فـرج