لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

باقي العميد في قلب المدينة الصامدة ما بقي الزعتر والزيتون

رسالة لرئيس بلدية غزة المحترم د. يحيى السراج 

باقي العميد في قلب المدينة الصامدة ما بقي الزعتر والزيتون 

كتب / أسامة فلفل 

 بلدية غزة عبر مراحل ومحطات التاريخ كانت ولازالت تمثل الإنسان والمكان، ولها خصوصية خاصة في حركة النضال الوطني ومكانة متميزة في قلوب جميع أهل فلسطين، فمدينة غزة الحية النابضة بكل أشكال الجمال والحيوية، والتي تتربع في قلوب أهلها المقيمين فيها والمغتربين عنها دون أن تغترب عنهم، لا طعم ولا مذاق لها بدون زهرتها الناضرة وبستانها الزاخر بورد الأمل والحب والعطاء نادي غزة الرياضي الوجه الحضاري للمدينة المكلومة والمحاصرة ، غزة الرياضي العملاق الذي وحدنا وجمع شملنا، ونعبر من خلاله عن الانتماء لهذا البلد والوطن والحب العميق له. 

 اليوم وبعد الاخلاء والرحيل للنادي عن قلب المدينة، يخرج الشبل والطفل والشاب والعجوز والمرأة والرجل ليُعبروا عن انتمائهم وحبهم لكل ذرة من تراب غزة هاشم وفلسطين، وحزنهم لفقدان رمزية مدينتهم في الشموخ والكبرياء الوطني والرياضي غزة الرياضي. 

الناس ينظرون إلى قضية الاخلاء، كجريمة بشعة لا تُغفر، خاصة شريحة الرياضيين ورواد ومشاعل وأبطال وسفراء الرياضة الفلسطينية ومعهم سكان المدينة، فلديهم الوعي الكافي لما حصل بحق معقل الرجال والأبطال. 

الاخلاء والرحيل غير الكثير في تاريخنا وقلوبنا، فغزة الرياضي علمنا أن نكتب تاريخ بقائنا، وأن نزرعه في قلوب وعقول كل الأجيال مع مرور السنين، اليوم ورغم الألم نتشبث أكثر بأن يكون لنا مقر بقلب المدينة، ونحن نحب كل من يقف لجانب نادينا في السراء والضراء، وإذا احتاج الأمر نفديه بأرواحنا ودمائنا. 

 علمنا عميد الأندية الرياضية وقلعة الرياضة الفلسطينية أن حُب الوطن والأرض هو الأمر الأغلى لدينا، وأن تاريخنا تاريخُ عريق لا يموت، سوف نحفظه دائما وأبدا مهما اشتدت المحن والنوازل، سننتصر له ولمبادئه التي أرساها المؤسس الأول عمدة المدينة ورئيس أعرق الأندية الرياضية في اللواء الجنوبي من فلسطين المرحوم القائد الوطني الكبير الحاج رشاد الشوا رئيس بلدية غزة السابق. 

 غزة الرياضي فضاء وميدان وباحة كبيرة للعطاء، ومساحة جديدة للإبداع، وساحة خلاقة للارتقاء وديمومة التنمية، تلتقي فيه الكفاءات البشرية الطموحة من كل الألوان بشكل تكاملي في حالة حوار دائم لخلق فضاءات جديدة لتطور المجتمع ورفاهية الفرد. 

كان وسيبقى نادي الوطنين، غزة الرياضي حلقة الوصل بين المواطن ومجتمعه، بين حاضره ومستقبله في دورة التنمية المستدامة، التي تمنح الثقة بالحياة وتجعل للعمل معنى جديدا بالاهتمام وتواصل المسيرة. 

للتاريخ كل رؤساء بلدية غزة الثائرة الذين تناوبوا على قيادة المجلس البلدي كانوا أعضاء شرفين ومؤثرين وكانت لهم بصمة واضحة في مسار ومسيرة النادي عبر كل المحطات المؤثرة في تاريخ نضالنا الوطني ولاسيما بعد نكبة العام 1948م وما واكب هذه المرحلة من تحديات عاصفة. 

لقد كانت بلدية غزة جزء أصيل من الحراك الوطني والثقافي والإنساني في الزمن والوقت الصعب، وتمتلك استراتيجية وطنية زاخرة في حركة النضال والكفاح الوطني الذي يعتبر نادي غزة الرياضي مكون مهم وأصيل من هذه الاستراتيجية بحجم عمقه الوطني والتاريخي. 

يدا بيد يا د. يحيى تعال نفتح معا أبواب المدينة لمزيد من العطاء والبناء، نستقبل فيها كل أبناء فلسطين وكل أبناء العروبة والمدن والمخيمات الفلسطينية المثابرة من خلال بوتقه التجليات الوطنية والرياضية في عرين نادي غزة الرياضي بقلب المدينة ونصطحب معنا كل مؤمن بقضية هذه الشعب، نشيع فيه الفرح، ونضيف فصولا من تضحيات ونضالات شعبنا المكلوم والمحاصر. 

أخيرا .. بجهودكم ودعمكم د. يحيى السراج سيبقى غزة الرياضي الهوية والعنوان والمكان والزمان والانسان نحمل اسمه وشعاره ليظل للوطن والقضية الوطنية والرياضة الفلسطينية عنوان.