الاندية الكرمية.. أُفول بعد سطوع !!

فريق ثقافي طولكرم

فريق ثقافي طولكرم

 

العناني: الديون وتراجع الانتماء وعقبات الاحتراف من أسباب التراجع

العراقي: سيتم تشكيل لجنة لإدارة الثقافي في حال فشل الانتخابات

مصطفى: أناشد الجميع الوقوف بجانب أندية طولكرم للمحافظة عليها

الرياضية- عدي جعار

ثقافي.. مركز.. لا أعلم من أين سأبدأ وعن ماذا سأتكلم.. فقد طال شغف عشاق الساحرة المستديرة في محافظة طولكرم واضمحلت آمالهم برؤية فريق كرمي يثلج صدورهم ويعزف على وتر أمانيهم لحناً عذباً صافياً، فما يلبث أحدهما أن يهز جذع الرفعة والتفوق حتى يعاني الآخر من الترهل والهبوط.


تاريخ مشرف


ثقافي طولكرم، لنعد بالذاكرة قليلاً إلى أيام خلت كان بها العنابي بطلاً لكأس فلسطين لعامي 87، 99، أحرز درع الإتحاد الفلسطيني لعام 2008، ووصيف الدوري الفلسطيني عدة مرات، بالإضافة إلى أن الثقافي كان متصدر الدوري عامي 2000، 2005 قبل أن يتوقفا،  ولكن الآن أين هو؟! باختصار، احتاج الموسم الماضي لمعجزه حتى خرج من عنق الزجاجة ونجح في البقاء بين المحترفين وربما لم يبق ضمن الأضواء لتفوقه وإنما لتراجع مستوى الأندية الأخرى.
وقد يصبح من الحلم له أن يبقى بالموسم القادم في ظل الأزمة التي ألمت به مؤخراً في ظل عدم وجود إدارة جديدة للنادي وعدم تقدم أحد للانتخابات حتى الآن، أضف إلى ذلك توجه اللاعبين إلى الأندية التي تضمن لهم حقوقهم المادية كاملة كأبرز مثال عودة ثائر جبور إلى شباب يطا وتوقيع الحارس رامي حمادة لنفس النادي. 


انتخابات أم لجنة

محمد العراقي الناطق الإعلامي باسم نادي ثقافي طولكرم أوضح لـ"الرياضية" أن هناك تنسيق مع اللجنة العليا للشباب والرياضة في الإتحاد لإجراء انتخابات للنادي مطلع الشهر المقبل لاختيار إدارة قادرة على أن تصل بالثقافي إلى بر الأمان، مضيفا أنه في حال لم تكن هناك انتخابات لعدم اكتمال النصاب سيتم اللجوء إلى تشكيل لجنة لإدارة النادي.
أما كابتن الفريق معاذ مصطفى فقال للرياضية: "أطالب بتشكيل مجلس إدارة من اعضاء سواء قدامى أو جدد، هدفها خدمة المصلحة العليا في ظل الظروف الصعبة وخاصة أنه لم يبقَ سوى فريقين في المحترفين لمحافظات الشمال، لذلك أناشد ذوي الشأن وجميع المؤسسات بالوقوف إلى جانب ناديهم لأن النادي جزء لا يتجزأ من مدينة طولكرم".

ثقة بالتقدم

وفيما يخص الموسم القادم تابع مصطفى: "على الرغم من مغادرة أكثر من 40 %  من لاعبي النادي إلا أني على ثقة من قدرة النادي على التعاقد مع لاعبين لتعزيز صفوف الفريق".
وحول الأزمة الاقتصادية التي يمر بها النادي أوضح "صحيح أن نهاية الموسم كانت صعبة للغاية إلا أن النادي قام بتسديد ما نسبته 90 % من مستحقات اللاعبين عكس الأندية الأخرى".
وبالنهاية وجه مصطفى رسالة إلى الجهاز الفني بأن يعزز صفوف الفريق بلاعبين سواء محليين أو خارجيين وتوفير الدعم للفريق عن طريق فترات الإعداد البدني والمهاري والخططي والنفسي، مناشدا الجماهير بمواصلة الدعم المادي والمعنوي".


الرقم الصعب

لنوسع الدائرة قليلاً، وليخرج القلم عن مداد طوعه حتى يصل إلى حد التجاوز، ولنتكلم عن مركز طولكرم، والذي يبدو أن الكلام في حضرته عصياً على الخروج، هذا النادي الذي كان يوماً ما يوصف بالرقم الصعب على الرغم من قلة حيلته، انظر إليه اليوم ستراه يضيق ذرعاً ويفشل في محاولاته بالعودة إلى الأضواء مجدداً ويتدحرج للخلف على أمل بأن يعود بقوة موسماً تلو آخر.
منتصر العناني مراسل تلفزيون الفجر الجديد أوضح لـ"الرياضية" أن الضعف في أندية طولكرم يعود لعدة أسباب أهمها غرق هذه الأندية بالديون وعدم مقدرتها على السداد أضف إلى ذلك فقدان اللاعبين للانتماء في ظل وجود المادة، أما السبب الثالث والأخير على حد وصف العناني أن الاحتراف مطلوب ولكن ليس في الوقت الحالي خاصة أننا لا نملك إمكانيات تستطيع تلبية احتياجات هذا الاحتراف.


اختفاء أندية

اختفاء أندية طولكرم عن الخارطة الرياضية الفلسطينية لا يقتصر فقط على ناديي الثقافي والمركز فهناك العديد من الفرق التي ما زالت مغمورة لعدم وجود طرف داعم من جهة وتقاعس إداراتها من جهةٍ أخرى.
لنلقِ نظرة إلى أندية الانتظار، ونأخذ مثال بسيط، فإلى الشمال من المحافظة على بعد بضعة كيلو مترات، حيث بلدة علار، هذه البلدة تملك كل مقومات النجاح الكروي من ملعب معشب ومبنى للنادي ولاعبين على مستوى ممتاز، ولكن على الرغم من كل ما سبق إلا أن مستقبل الكره في هذه البلدة يقف على كف عفريت، فقد انتقل ثلاثة لاعبين إلى نادي يعبد في جنين ومثلهم إلى نادي شويكة. 
نادي علار، ما هو إلا مثال بسيط ترى على شاكلته الكثير في المحافظة، قد لا تجد الملعب والمعدات ولكنك تجد العنصر الأهم في العملية الرياضية ألا هو الكادر البشري، تجده في عتيل والدير وارتاح وغيرها من البلدان ولكن لن تجد من يهتم ويضبط العملية الرياضية في هذه البلدات. 


حلقة مفرغة

"ما هي إلا زيادةً للخرق على الراقع" هي كذلك جميع الحلول التي قُدِمَت للنهوض بالكرة الكرمية، فهذه اللعبة أصبحت لا تهم الرياضيين فقط، إنما هي صناعة وتجارة، أصبحت تهم جميع أطياف شعب، وإن لم تتكاتف الجهود فستبقى كرتنا الكرمية تدور في حلقة مفرغة يزداد اتساعها مع مرور الزمن أو لربما يرسل الزمان رسالة لنا يوماً مفادها: " قفوا.. واستيقظوا من أحلام اليقظة".