إنما الأمم الأخلاق

كتب /حسام الدين حرب

في خضم المتابعات المستمرة لبطولة كأس العالم التي تدور رحاها في مهد كرة القدم "البرازيل" فإن هنالك الكثير من المواقف الطريفة والجمالية والأخلاقية وغيرها والتي تختلف باختلاف ثقافة الشعوب المشاركة في المونديال.

بصراحة ما استوقفني كثيراً ما قامت به الجماهير اليابانية بعد مباراة منتخبها أمام ساحل العاج، حيث أن الجماهير لم تبرح المكان حتى أعادته أفضل من ذي قبل على الرغم من خسارتهم بهدفين لهدف، وكذلك قامت بتحية لاعبيها بعد انتهاء اللقاء الأمر الذي قابله اللاعبون بالاعتذار منهم وبطريقة في قمة التحضر والرقي .. أليس هذا الفعل يستحق منا الوقوف عليه كثيراً.

بصراحة وبدون مجاملات فإن الثقافة اليابانية والتربية البيتيه والمجتمعية تتطلب منا نحن كفلسطينيين في المقام الأول وكعرب في المقام الثاني أن نتخذهم أنموذجاً وأن نحاول تقليدهم بالنواحي الإيجابية التي هي جزء أصيل من ديننا الإسلامي الذي نؤمن به ولا نطبقه، أما اليابانيين يطبقونه ولا يؤمنون به، وهنا أذكر على وجه السرعة بأن المنهاج الدراسي في اليابان للفصول من الأول وحتى الثالث الأساسي يتركز على "الأخلاق والتربية" أما نحن نعطيه كتب دراسية تبث في نفسه الحقد والكراهية على الدراسة ونتناسى أن نعلمه أصول التربية والأخلاق وكأننا نسينا بأن التربية تأتي قبل التعليم في مسمى الوزارة... فمتى تستيقظ وزارة التربية والتعليم؟؟؟

وفي الحديث الشريف "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وأعتقد جازماً بأن مفهوم الأخلاق هنا في فنون المعاملة، فالدين هو المعاملة، وكذلك فإن الابتسامة هي خلق أيضاً والتربية والمعرفة والاحترام كل هذه الأمور وغيرها تندرج تحت بند الأخلاق التي حثنا عليها رسولنا الكريم، وكذلك عندما قال الشاعر "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا"

ولكن وللأسف الشديد فإن جماهيرنا الرياضية في فلسطين لم تصل إلى مستوى الوعي الحقيقي بأن كرة القدم "فوز وخسارة" وهذا الأمر نراه ونتحسر عليه في الملاعب حيث السب والشتم على الحكم تارة وعلى اللاعبين تارة أخرى، وكذلك عدم المحافظة على نظافة المكان في كل الأحوال وغيرها من المواضيع التي يعرفها الجميع، فألا ينبغي يا جماهيرنا الرياضية أن نكون على مستوى عالي من الأخلاق وخاصة أن البطولات التي تشارك فيها فرقنا هي محلية ويكاد لا يعترف بها دولياً، فما بالكم بمنتخب يخسر في بطولة عالمية بحجم المونديال... لنتعلم من اليابانيين ونقلدهم بسلوكهم الإيجابي فهذا ليس عيباً بحجم ما هو قمة الصواب.

سريعا من المونديال

• أثبت كريم بنزيمه بأن مظلوم مع الريال بعد تسجيله ثلاثية رائعة قادت منتخب بلاده لأول فوز في المونديال.. ومن وجهة نظري كريم مهاجم متميز وقناص.
• وأخيراً سجل ميسي هدفه الثاني في مشاركات منتخب بلاده في بطولات كأس العالم ولكن ما زال ميسي غير قادر على إثبات نفسه في هذه البطولة العالمية.

للحديث بقية طالما في العمر بقية

hoss1983@gmail.com