روعة التنظيم

في المرمى
روعة التنظيم
فايز نصّار- القدس الرياضي
أسدلت الستارة سهرتي الأربعاء والخميس على مباريات الجولة الثامنة والأخيرة من الدور الأول في بطولتي دوري أبطال أوروبا، والدوري الأوروبي، بالشكل الجديد للبطولتين، حيث جمعت كلّ بطولة 34 فريقاً، بمجموع 68 فريقا من نخبة أندية القارة العتيقة.
والجديد أنّ الجولة الأخيرة لكلً بطولة اقتضت إجراء 18 مباراة في وقت واحد، وهذه سابقة كرويّة لم تشهدها الملاعب في المنافسات الدوليّة، وكانت امتحاناً هاماً للقدرات التنظيميّة للاتحاد الأوربي، الذي يعمل بنشاط لمواصلة تصدر المشهد الكرويّ في العالم.
في بطولة الشامبيونزليغ بشكلها الجديد، جرت سهرة الأربعاء 18 مباراة على 18 ملعباً في وقت واحد، ودقت ساعة بيغ بن توقيت المباريات بدقة، ولم تشهد البداية إلا تأخراً لدقائق معدودة في مباراة ستاد بريست وريال مدريد بسبب الضباب الصناعي.
لا يعرف قيمة هذا النجاح التنظيمي إلا من شاركوا في الإعداد للمباريات، التي تواجه برمجتها الكثير من الحسابات، وتعترضها الكثير من العقبات، ولكنّ الاتحاد الأوروبيّ حسب حساب كلّ شيء، واستنفر همّة كوادره لنجاح الموعد التاريخيّ.
ولنجاح المباريات حشد المنظمون 18 طاقماً تحكيميّاً لكلّ بطولة، بمجموع 36 طاقماً في البطولتين، بمعنى أن المبرمجين وفروا 288 حكماً بين حكم رئيسيّ ومساعد وحكم تقنية فيديو لإدارة المباريات ال 36، ولكم أن تتصوروا كيف عُيّن الحكام، وكيف تنقلوا، وكيف تجمعوا، وكيف وكيف؟ ونقلت كثير من شبكات التلفزة مباريات البطولتين في وقت واحد، فتابع المشاهدون 18 مباراة من دوري الأبطال سهرة الأربعاء، بما تطلب 18 فريقاً إعلامياً متكاملاً، يضم معلقاً لكلّ مباراة، مع الإشارة إلى أن بعض الشبكات تنقل التعليق بعدة لغات، بما يقتضي توفير جيش من الفنيين، والمعلقين، والعاملين في مجال النقل التلفزيونيّ للمباريات.
والحديث هنا يصل إلى جهود الطواقم الطبية، ورجال الأمن، ولجان النظام، ولجان الاستقبال والعلاقات العامة، وكثير من الأجهزة الأخرى، التي شاركت من خلال الآلاف في ضمان نجاح مباريات البطولتين.
وكانت جميع الملاعب مكتظة بالجماهير العاشقة، التي قد يصل تعدادها إلى أكثر من مليون ونصف المليون مشاهد في البطولتين، إذا افترضنا أن معدل الحضور في المباراة الواحدة 40 ألف متفرج.
درس في التنظيم قدمه الاتحاد الأوروبيّ لكرة القدم، الذي نجح في اختبار الشكل الجديد لمسابقاته، ويجب على المنظمين في بلاد العرب قراءة هذا النجاح، لأنّه لا يعقل أن يمضي الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، وما زال الدوري في بعض الدول غير معروف كوعه من بوعه!