في المرمى

 هيئة تنسيق الشمال 

فايز نصّار- فايز نصّار 

بعد عدوان 1967 تجمّد النشاط الرياضي في جميع المناطق، ولكنّ نابلس جبل النار سرعان ما نهضت، وبادرت إلى تثبيت الحالة الرياضيّة، من خلال لجنة الإشراف الرياضي بنابلس، التي ساهمت في تواصل النشاط الرياضي في شمالي الضفة، وتزايد فعلها بجهود لجنة إشراف طولكرم .

 يسجل التاريخ بحروف الفخر اجتماع لجنتي نابلس وطولكرم يوم 24 نيسان 1978 في مقر الاتحاد العام للنقابات، حيث اتفق الجانبان على تنسيق الجهود بينهما في مختلف المجالات الرياضية، معلنين تشكيل هيئة تنسيق مشتركة. وبعد فترة قصيرة اتفقت اللجنتان على تشكيل المجلس التنسيقي المشترك، الذي يتكون من خليل السيد، وعرسان ابراهيم، وراسم يونس من نابلس، ومن لجنة طولكرم يحيى هلال، ومحمد كامل، وتيسير السرغلي، إضافة إلى محمود حسان عن اللجنة المحايدة، وفي أول اجتماع اختير أمين المصري مقرراً للجنة الحكام، ومعه كلّ من حسني يونس، ورشاد الهندي، وشاكر جبارة، وأحمد الأسمر . 

كان من أهم إنجازات لجنة تنسيق الشمال تنظيم دوري تصنيفي شارك فيه 16 نادياً، وتصدره مركز طولكرم، متبوعاً بثقافي طولكرم، ثم مجموعة كشافة حطين، وتقرر أن تتشكل الدرجة الأولى من مركز طولكرم، وثقافي طولكرم، وحطين، وأهلي قلقيلية، وعيبال، وعسكر، ومركز بلاطة، واتحاد نابلس، وإلى جانب هذا الدوري أشرفت اللجنة على الصواعق الرياضية في رياضات الكرة الطائرة، وكرة السلة. 

وأشرفت الهيئة على التفاوض مع رابطة أندية وسط وجنوب الضفة الغربية، بما مهد لانضمام لجنة التنسيق للرابطة مطلع شباط 1980، لتبدا رحلة العمل المشترك بين جميع اندية الضفة الغربية . 

يسجل التاريخ بأحرف الفخار الدور الكبير، الذي اطلع به كوادر الزمن الجميل، ممن ساهموا في ترسيخ الفكرة الرياضيّة في محافظات شمال الضفة، ويتوقف التاريخ أمام جهود تذكر فتشكر للدكتور الراحل راسم يونس، الذي كان دينامو العمل المشترك، وساهم بخبرته وتأهيليه وطموحه في رسم خارطة طريق النشاط الرياضيّ في تلك الفترة الصعبة.

 ويحسب للفقيد "أبو إسلام" توثيقه لتفاصيل المشهد الرياضي في تلك الفترة، من خلال إصداره الهام" الحركة الرياضية في الضفة الغربية.. من سنة 67-78"، وفيه مجموعة من الوثائق الهامة، التي تسجل الوقائع الرياضية وقتها، بما يشكل مرجعاً هاماً وضعه المرحوم بين يدي المهتمين بالتوثيق الرياضيّ الفلسطينيّ. 

مهم جداً ما فعله المرحوم راسم، والأهم أنّ يبادر غيره إلى تسجيل ما يعرفون من أحداث رياضية، تشمل الأندية والاتحادات، ومختلف المؤسسات الرياضيّة، لأنّه لن يبقى من المحفوظ عشره، ولن يضيع من المكتوب عشره.