غزّة الرائعة

في المرمى
غزّة الرائعة
فايز نصّار- القدس الرياضي
بعد أيام من الهدنة، التي جعلت المعذبين في غزّة يتنفسون شيئاً من أكسجين الإنسانية، تداعى كوادر الحركة الرياضيّة في المحافظات الجنوب لتأبين شيخهم المرحوم اسماعيل المصري، الذي ترجل في مصر قبل عشرة أيام، تاركاً إرثاً رياضياً رائعاً، يشهد على تفاصيله رفاق الزمن الجميل، ممن شاركوا "أبو السباع" الإنجازات الغالية في الزمن الصعب.
لم تمنع آثار حرب الإبادة المدمرة، التي مست كل مقدرات الحياة في غزّتنا نجوم الزمن الجميل من التداعي لمهرجاني الوفاء للقامة الرياضيّة، فتجمعوا بسرعة في صالة الدرج بمدينة غزة، وفي نادي خدمات النصيرات، وكان بينهم ممثلون عن قيادات العمل الرياضي، والشخصيات الرياضية والشبابية، وممثلون عن اللجنة الأولمبية الفلسطينية، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، وملتقى الحكام ووزارة الشباب والرياضة، وهيئة الشباب والثقافة، ونخبة من قدامى الرياضيين، وكريمته الإعلامية نيلي اسماعيل المصري.
كان مهرجانا التأبين فرصة استذكر من خلالها سميّ المصري ورفيقه اسماعيل مطر مشاهد من إبداعات وزير الدفاع الفلسطيني، الذي قدم الكثير لرفعة المسيرة الرياضية، مشدداً على أهمية أن يقتدي نجوم أيامنا بسيرته الرائعة، وأن يبقى اسمه خالداً، تقديرا لما قدم لفلسطين وشبابها .
تناوب على منصتي التأبين في الدرج والنصيرات من عرفوا الراحل عن قرب، فتحدثت ابنته الزميلة نيلي المصري عن دور الراحل في النهوض بكرة القدم، مؤكدة أن أبناء عائلته سيخلدون اسمه ومكانته، لأنّه كان نجماً خدم الحركة الرياضيّة بإخلاص، وخاصة عندما تألق مع منتخب فلسطين في الستينات من القرن الماضي.
وكان تجمع نجوم الزمن الجميل حاضراً، من خلال عريف الحفل نهاد كردش، الذي عدد مناقب الراحل المصري، والجهود الكبيرة التي قدمها للرياضية الفلسطينية خلال خمسة عقود.. فيما استذكر رفيق الراحل عيسى كرسوع الجهود الكبيرة، التي بذلها أبو ياسين خلال مسيرته الرياضية، مشيرا إلى أن التأبين يمثل شيئاً من العرفان بدور الفقيد في الملاعب.
أما النجم زياد الطيف فبيّن أنّ المرحوم أعطى كل ما يملك للرياضة دون كلل، وكان في طليعة الذين عملوا على عودة النشاط الكرويّ في السبعينات والثمانينات، وتفعيل الرياضة في الأندية والمؤسسات الرياضية.
غزة كما عرفناها لا تنسى أبناءها المبدعين، ورغم الدمار الكبير تنادى رياضيوها لتكريم ملهمهم، الذي حرموا من إلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه، والأكيد أنّ وفاء رياضيي غزّة سيترسخ أكثر بالسير على خطى المرحوم أبو السباع في الملاعب.