المرحوم حسين الريفي.. مارادونا فلسطين في الزمن الجميل

المرحوم حسين الريفي.. مارادونا فلسطين في الزمن الجميل
كتب أسامة فلفل
سجلات وصفحات المجد الرياضي الفلسطيني تعج بالأسماء والرموز والأبطال الذين صنعوا في زمن القهر والتحديات فجر الأمل والنور وأعادوا صور الانجازات تتصدر صفحات التاريخ رغم المعاناة والمحن والظروف القسرية.
المرحوم الكابتن حسين الريفي اللاعب المخضرم نجم النادي الأهلي الفلسطيني هو واحد من أبرز نجوم الزمن الجميل ، خطف الأضواء بسرعة البرق لنجوميته المبهرة ، وسرق قلوب العاشقين للكرة الفلسطينية وجماهير الرياضة عامة وجماهير الأهلي الفلسطيني خاصة.
المرحوم الكابتن حسين الريفي لاعب مهاب قدرات ، وامكانيات ، مهارات ، قوة بدنية عالية ، رؤية وفكر كروي متقد ، بسالة وشجاعة نادرة في ميدان اللعب ، ما كان يميزه الارتقاء والألعاب الهوائية الطائرة واتزانه وأخلاقه الرياضية العالية ، كانت تحسب الفرق الرياضية له ألف حساب لاسيما المهاجمين.
المرحوم كابتن حسين الريفي يعتبر من أبرز جنرالات الدفاعات الأرضية في ساحة وميدان المستطيل الأخضر وللكرة الفلسطينية ، سيطرة وتحكم بالكرة تكتيكات وقراءة ورؤية صائبة ، قدرة على المعالجة في سد الثغرات في خطوط الفريق إن وجدت ، ناهيك عن الأهداف الساحرة التي كان يخطفها وبأعجوبة في الضربات الركنية .
كان ما يميزه رحمه الله إبداعاته ورسوماته البيانية وتمريراته الصحيحة والدقيقة وكراته العكسية والمراوغة وقوة التسديد ، فكم من مرات ومرات كانت قذائفه الصاروخية لا يراها حراس المرمى إلا وهي تلج الشباك.
أطلقت عليه الصحافة الفلسطينية مارادون فلسطين للزمن الجميل نظرا للمهارات والفنون الإبداعية الكروية التي كانت تلهب حماس الجماهير على مدار مسيرته الرياضية الحافلة بالنتائج المبهرة .
المرحوم حسين الريفي ابن بار للنادي الأهلي وبقي جنديا متمترسا في خط دفاع النادي الأهلي وعبر عقود طويلة ولم يغب وظل في مركز لعبه ومع كتيبة النادي الأهلي حتى الاعتزال.
واكب الفقيد الراحل نجوم الزمن والعصر الذهبي للساحرة المستديرة على مستوى الضفة والقطاع وكان يمثل ركيزة أساسية وأحد الأعمدة المركزية في كتيبة النادي الأهلي الفلسطيني .
كان رحمه الله يتحدث بإسهاب بالمجالس الرياضية عن متعة لقاءات النادي الأهلي مع فرق الضفة والقطاع عامة وعلى درب مدينة غزة بين النادي الأهلي الفلسطيني وغزة الرياضي بشكل خاص ، وكان يقول إن لقاء الدربي بين الأشقاء بالنسبة له كان له نكهة وطعم ومذاق خاص حيث يجمع نجوم لن يكررها التاريخ للناديين.
كان يرحمه الله شخصية رياضية مجتمعية محبوبة متواضع ومتسامح ودود يعاشر بإحسان ويترك أثر مع كل قطاعات المجتمع ،وكان يحمل بين ضلوعه قلبا مؤمنا عامرا بالتضحية والإيمان.
اليوم ونحن نعيش الأوجاع والآلام نستذكر كواكب ونجوم تلألأت وصنعت الأمجاد وتحدت الظروف وتجاوزت الأوجاع.
إن مسيرة الإنجازات العظيمة لا يكتبها إلا العظماء الذين نهلوا من معين القادة والرواد .
نقف اليوم وفي هذه المحطة نستذكر نجوم وعمالقة الرياضة الفلسطينية في الزمن الجميل والذين لم يتوقف عطاءهم وكانوا لا يعرفون سوى القيم والمبادئ الإنسانية والرياضية والوطنية.
نستذكر اليوم روعة الأداء وعظمة الانتماء وجمال الفنون ، فهذه المشاعل والرموز تركت بصمة عميقة في سجل انجازات الوطن والرياضة الفلسطينية .
ستبقى ذكراهم الفواحة تعطر صفحات التاريخ وستبقى نجوميتهم لن تغيب أبدا عن سماء الوطن والرياضة الفلسطينية.
أسامة محمد حافظ فلفل كاتب وباحث ومؤرخ