شاعر يحب الكرة

في المرمى
شاعر يحب الكرة
فايز نصّار- القدس الرياضي
يفتخر شعبنا بآلاف المبدعين، الذي خرجوا من رحم نكبتنا التي لا تتوقف.. وفي طليعتهم شاعر الثورة محمود درويش، الذي سجل بالقوافي هويته العربيّة، ونقش بحروف الفخار ملحمة مديح الظلّ العالي، وشرّفه القائد أبو عمار بصياغة بيان إعلان الاستقلال.
ثبّت درويش دواوينه في مكتبة الخلود، التي احتضنت العكاويّ ثائراً وشاعراً، وإنساناً تجولت قصائده من بيت إلى بيت، وأسمع البسطاء معانيها، التي تروي تغريبة المعذبين في ضمير الخيرين. كان درويش الفلسطينيّ بارعاً في توصيف المأساة، ورسم مشاهد الجمال والجلال على أرض كنعان، وكان إنساناّ ذوّاقاً للإبداع في مختلف المجالات، فهو مبدعٌ في شعره، سلسٌ في كلامه، مرحٌ في دعاباته، وعميق في حديث السياسة.. وحليمٌ في غضبهِ.
بهذه الكلمات لخص الشاعر الجزائريّ عز الدين ميهوبي شخصية شاعر الثورة، الذي اكتشف فيه بسيطاً محباً للرياضة، يسأل عن النتائج، ويقدم رأيه في النجوم.. ويبدي امتعاضًا من خيبة المنتخبات العربية، ويسأل عن سليل الجزائر الفرنسيّ زين الدين زيدان، الذي اعتبر أنه من أعظم لاعبي الكرة في العالم، مستغرباً عدم استفادة الجزائر منه قبل تقمصهِ ألوان الديكة الفرنسية.
كان درويش العربي ملماً بالأحداث الرياضيّة، ويتابع ما تيسر من البطولات الدوليّة، وخاصة كأس العالم، ويعرف الكثير من التفاصيل، التي منها فوز الجزائر على المانيا في موقعة تاريخية 1982، عندما كانت بيروت تحت الحصار.. يقول الميهوبي: روى لي الشاعر محمود كيف تابع مع عدد من الثوار الفلسطينيين تلك المباراة، التي قَهَر فيها بلومي وماجر وعصّاد جيل المانشافت الذهبي الألماني بقيادة رومينيغه.
كان درويش- يضيف وزير الثقافة الجزائريّ السابق- يذكر أسماء اللاعبين، كما يذكر أسماء الشعراء.. وقال لي "برغم القصف الإسرائيلي، كنّا نتفاعلُ مع انتصار الجزائر كما لو كُنّا في إسبانيا". كان درويش معجباً برونالدينو كثيرا، ويرى أنه "لاعب عجيبٌ يمتلك مهارات خارقة.." .. أما بيكهام فإن نظرة درويش لهُ لا تختلف كثيراً عن نظرة كثير من النّاس.. خاصة بعد أن ظلّ التركيز عليه كوجهٍ للتسويق الإعلامي والترويج لبعض المنتجات، "هو وسيم يثير فضول المراهقات لا أكثر.".
ولا ينسى صاحب رائعة "أحمد الزعتر" التذكير بأنّ مُنتخب فلسطين كان من أول المنتخبات العربية التي كادت أن تتأهل إلى مونديال إيطاليا في أولى الطبعات، لولا بدايات الحفر في الجسد الفلسطيني. يختم ميهوبي:"هكذا ينظر الشاعر محمود درويش إلى عالم الكرة.. فمن قال: إنّ الشعراء لا يحبُّون الكرة، ولا يصفقون إلا للشّعر؟"
اقرأ ايضا
- ثعلب الكرة الفلسطينية في الزمن الجميل موسى الطوباسي
- لا صحة للأنباء المتداولة حول انتقال نجم الكرة الفلسطينية عدي الدباغ لبيراميدز المصري
- أسطورة الكرة الفلسطينية ناجي عجور: اتمنى أن تنتهي الحرب.. ويجتمع شمل نجوم الزمن الجميل
- إثارة الكرة المستديرة
- لاعب "الفدائي" محمود أبو وردة: الكرة الليبية أعادت مجموعة من اللاعبين الفلسطينيين للحياة