المونديال في خطر

في المرمى
المونديال في خطر
فايز نصّار- القدس الرياضي
اصْبر على كَيدِ الحَسُودِ.. فإنَّ صبركَ قاتلُه كالنَّارِ تأكلُ بعضَها.. إن لم تجد ما تأكلُه تذكرت كلام الشاعر العباسي عبد الله بن المعتز، وأنا أسمع تهديد الرئيس الأمريكي القادم ترامب، الذي جربناه قبل حقبة المنتهية ولايته بايدن، و" اللي بجرب لمجرب، بكون عقله مخرب"، لأنّ ولاية البلطجي القادم السابقة كانت بالنسبة لنا وللعالم كالسفرجلة، كل عضّة منها بغصّة.
قبل أيام توعد ترامب بحرق المنطقة، وكأن في الأفق شبر لم يصله لهيب العدوان، الذي حرق الأخضر واليابس في فلسطين وشيء مما جاورها، ليردّ الله عز وجل كيده إلى نحره، وتنتقل الحرائق إلى عقر داره، في مشاهد كارثية، لا يمكن لمن صلتهم نيران الحروب الشماتة في آثارها! كلام الرئيس المثير للجدل سياسيّ، وفي السياسة قد يمحو النهار كلام الليل، ولكنّ بعضاً من آرائه قد تصل تشظياتها لقطاع الرياضة، لأنّ كلامه غير المسؤولة عن جارة العم سام الشمالية كندا، وجارته الجنوبيّة المكسيك، قد يصيب مونديال 2026 في مقتل، كونه تجاوز كلّ الخطوط الحمراء في مطالبه غير المقبولة بحقّ جارتيه.
يطالب الرئيس الموتور بضمّ مساحات من أراضي كندا للولايات المتحدة، وبتغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا في ضربة مزدوجة لشركاء مونديال 2026، الذي تنظمه الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بما قد يلقي بظلاله على النوايا، ويربك المنظمين، ويحدّ من نجاح المونديال، إذا لم يؤثر على تنظيمه! قد يقول قائل: وما علاقة تصريحات ترامب بالرياضة؟ والجواب في سؤال أكثر جدوى: ما علاقة المسؤول عن حرب اوكرانيا بوتين في الرياضة؟ ألم تسارع الفيفا والأولمبية الدوليّة إلى معاقبة الرياضيين الروس، وحرمانهم من المشاركات الدوليّة؟ وقبل ذلك، لماذا قاطعت الولايات المتحدة- ومن لفّ لفيفها- أولمبياد موسكو سنة 1980؟ ولماذا ردّ الاتحاد السوفييتي السابق وحلفاؤه بمقاطعة أولمبياد لوس انجليس سنة 1984؟ ولماذا قاطع الأفارقة أولمبياد مونتريال سنة 1976؟ ألم تطل السياسة برأسها في القرارات الرياضيّة في الحالات الثلاث؟ يذهب العارفون إلى أنّ العالم قد يكون على شفا حروب داميّة، بسبب تنمر الرئيس القادم إلى البيت الأبيض، ونهجه العدوانيّ، الذي لم يسلم منه شركاؤه الأوروبيون، واستفز أقرب حلفائه من العرب، بمطالبته بشيء من دخل الحج والعمرة! يأمل الخيرون في أن لا تؤثر تصريحات العجوز الأمريكي على سلاسة التحضير لمونديال 2026، ويضعون أيديهم على قلوبهم خشية أنّ يستفز الكلام الفظّ الجيران الشماليين والجنوبيين، فينعكس الأمر على تنظيم المونديال.