الكلمة الرياضيّة الطيبة
في المرمى
الكلمة الرياضيّة الطيبة
فايز نصّار- القدس الرياضي
قبل أيام أسدلت الستارة على بطولة خليجي 26 بتتويج المنتخب البحريني باللقب للمرة الثانية في تاريخه، على حساب المنتخب العمانيّ، الذي خطف الأضواء، تاركاً التاج الغالي لصيادي اللؤلؤ، ولقب أحسن حارس للعماني ابراهيم لطف الله، ولقب هداف البطولة لمواطنه محمد مرهون.
انتهت البطولة التي يعتبرها الخليجيون بمثابة مونديال خاص، يحضرون له بشكل جيد، ويخضون مبارياته بقوة، ويبذلون قصارى جهدهم لكسب المباريات، ويعلمون بهمّة لتلاشي الخسارة، لأنّ الأمر يتعلق ببطولة الخليج، التي يزداد في ميادينها منسوب الحساسيّة والإثارة.
ولا تجد البطولة اهتماماً كبيراً عند غير الخليجيين، لأنّ هناك الكثير من البطولات، التي تفوق بطولة الخليج في كلًّ شيء، وخاصة كأس آسيا، التي تجمع نخبة المنتخبات في القارة الكبرى.
والحقّ يقال: إنّ مساحة ما يكتب عن البطولة أكثر من الفعل في ميادينها، لأنّ وسائل الإعلام تتسوق في مطبات البطولة، وخير سلعة في هذه التجارة الإثارة التي تدغدغ مشاعر الجماهير، بما يزيد مساحة التغطيات، بمشاركة إعلاميين، يفترض في تغطيتهم تحري الدقّة والشفافيّة، لأنّ الأمر يتعلق بمنافسة كروية بين الأشقاء.
مع نجاح برنامج المجلس، الذي يقدمه المبدع خالد جاسم، عمدت كثير من وسائل الإعلام الخليجيّة إلى محاكاة البرنامج، واستقطبت خيرة النجوم، الذي لعبوا دوراً في مسيرة الكرة الخليجيّة، ومعظمهم من الذين يجمعون بين براعة اللعب في الميدان، ودقة العبير في المجالس، فيما ظهر بعض النجوم المتألقين في الملاعب، ولكنّ قدراتهم في التحليل والمتابعة لا تؤهلهم للحديث عن مباريات مفرطة الحساسيّة.
أذكر هنا سوء تقدير سفاح العراق يونس محمود، الذي استفز من حيث لا يدري السعودية- جماهير وإعلاميين- ممن أساءوا فهم تصريحه، الذي تعرض للاقتطاع، ليأتي الردّ غير المتزن من المدافع الجدليّ علي البليهي، الذي أساء بشكل غير مقبول ليونس محمود ولبلده العراق. وبحمد الله أنّ منتديات الكرة تحفل بالنجوم الفاهمين، الذين يقدرون موقع الرجل قبل الخطو، ومنهم السعوديّ سالم الدوسري، الذي أقفل ملف تصريح يونس، وعاتب مواطنه البليهي بالقول: "كرة القدم لعبة تنافسية وتصريحات يونس عادية، وتحدث أحيانا" فيما عبر المدافع محمد عبد الجواد- الذي مثل السعوديّة في حفل أساطير الخليج- عن غضبه من عدم اتزان البليهي! يذكرنا هذا بما فعله النشميّ موسى التعمري، الذي قال على هامش لقاء بين الأردن والعراق: "رفعت العلم العراقي عن الأرض لأنّه علم بلد العراق العربي، الذي يحمل عبارة الله أكبر"، ليأتي الردّ العاقل من هداف أسود الرافدين أيمن حسين، الذي غضب من صافرات الجماهير لدى عزف النشيد الأردنيّ، لأنّه:" نشيد بلد شقيق" وقال: "طالبت الجماهير بالتوقف.. الأردن اخوتنا". "الكلمة الطيبة صدقة" حديث رُوي عن النبي الأكرم، وروي عنه أيضاً قوله لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: " كفّ عليك هذا" ويقصد لسانه.